اختتمت مساء أمس السبت فعاليات الدورة الثانية لملتقى الشمال المسرحي للكوميديا وذلك بعد أربعة أيام حافلة بالعروض والندوات والورش المسرحية شهدت عرض ستة أعمال من مناطق مختلفة من المملكة. ومن المسرحيات التي أثارت جدلاً في الملتقى؛ مسرحية "المتاهة" من تأليف الدكتورة ملحة العبدالله وإخراج زكريا المومني وتمثيل نخبة من الممثلين الشباب، وهي تحكي قصة العيش في مكان معزول وسط تماثيل جامدة، في أجواء رمزية غامضة استفزت الجمهور والنقاد على السواء، وقد اتضح ذلك في الجلسة النقدية التي أعقبت عرض المسرحية. الفنان عبدالعزيز العسيري ابتدأ الجلسة النقدية منتقداً تعامل الإضاءة مع الممثلين في المسرحية "والذي لم يكن بصورة جيدة ولو كان العرض بإنارة كاملة لخرج العرض المسرحي بمظهر جيد"، مضيفاً بأن العمل كان مليئاً بالجماليات، منتقداً مشهد قطع الرأس في العرض "الذي سبب هبوطاً في العمل"، مبيناً أن التماثيل في العمل كان من الممكن إيجاد بديل لها "لأنها ظهرت بشكل لا يتناسب مع أفكار العمل، وكذلك المكان الذي عرضت فيه غير مفهوم هل هو متحف أو مقهى وكذلك خروج آلة العود بشكل كبير في المسرحية". وبعد ذلك بدأت مداخلات الحضور حول العرض المسرحي حيث قال الفنان خالد الحربي إنه "يجب أن نتساءل أولاً هل شبابنا يحتاجون إلى مثل هذا النوع من المسرحيات"، مضيفاً أن المشاهد لم يجد متاهة بعد العشر الدقائق الأولى للعرض "لأننا فهمنا العرض فهو يدعو إلى عدم إلقاء اللوم على الآخرين"، موضحاً أنه كان يجب أن يخرج الممثل صاحب مشهد "المقطوع الرأس" صامتاً دون أن يتكلم ويبحث عن رأسه. هذا وعرضت في الملتقى مسرحية "مكياج سعودي" لجمعية الثقافة والفنون بالجوف وهي من تأليف عبدالقادر الدايس وإخراج أيمن صديق وتخللتها ورشة نقدية. المسرحية تروي قصة مجانين يعيشون في مستشفى ويتعاملون مع أطباء وممرضين بشخصيات مختلفة. وأعقب عرض المسرحية جلسة نقدية قال فيها المخرج المسرحي سلطان الغامدي إن العرض يشكو من مشاكل كبيرة "خاصة في عنصر الموسيقى.. لأن الموسيقى توضع في العروض المسرحية لتساعد المسرحية لا أن تكون طاغية على العمل بشكل يفسد جمالياته". منتقداً الإضاءة أيضاً "حيث إنني لم أر الممثل على الخشبة بالكامل لأرى تعابير وجهه المسرحية". وأبان بأن أي قطعة على المسرح يجب أن يكون لها دور على الخشبة "لأني رأيت ديكوراً كثيراً على المسرح لم يستخدم بل كان عبئاً على الممثلين ولم يجعلهم يأخذون حريتهم في الحركة". وأبدى الغامدي حزنه على استخدام الممثل الأجنبي في العرض حيث إنه كان من الأولى استبداله بعنصر سعودي يؤدي هذا الدور "لأن لدينا شبابا سعوديا يستطيع تقديم مثل هذا الأدوار". ملخصاً نقده للمسرحية بأنه "لم يجد نصاً على خشبة المسرح بقصة كاملة فيها بداية ووسط ونهاية". من جهته علق مخرج المسرحية أيمن صديق أن سبب ضعف الإضاءة يعود إلى ضعفها على المسرح من الأساس "وهذا شيء لا يتحمله العرض أو طاقمه". فيما قال كاتب العمل عبدالقادر الدايس إنه راض تماماً عن النص الذي قدمه وأنه حضر للملتقى بحثاً عن الفائدة من المخرجين والكتاب المسرحيين أهل الخبرة. هذا وشهد الملتقى عرض مسرحية "المسفهلين" لمكتب رعاية الشباب بحائل وهي من تأليف وإخراج محمد مطني العنزي وتدور أحداثها داخل مدرسة وتتابع المواقف الكوميدية التي يعيشها عدد من الطلاب. واستهلت الجلسة النقدية الخاصة بالمسرحية بمداخلة للفنان خالد الحربي أبدى فيها سعادته بنوعية العرض "لأنه ناقش قضية أساسية وهي الطلاب المشاغبين ولكن نقص العرض عدم ربط النص مع بعضه البعض". مضيفاً بأن المسرحيين بحاجة إلى مثل هذه العروض لمناقشة قضايا المجتمع "ولكن كان العرض بحاجة لربطه بسبب افتعال الطلاب لمناقشة هذه القضايا". وأوضح أن بعض الممثلين بحاجة إلى تدريب في الآداء الصوتي "لأن صوت الممثل في المسرحية كان ضعيفاً جداً". متمنياً أن تكون الكوميديا المقدمة على خشبة المسرح كوميديا موقف أو تعبيرية وليست كوميديا لقضية. بعد ذلك قال الكاتب محمد السحيمي إنه "يجب علينا التفريق بين الاضحاك والكوميديا لأنهما عملان منفصلان عن بعضهما"، وأضاف بأنه يجب تعليم الممثلين المفاهيم الصحيحة للمسرح قبل الزج بهم على الخشبة. فيما انتقد المسرحي نايف البقمي قيام المهرجانات المسرحية في المملكة معتبراً أنها تقتل المسرح السعودي. وألمح إلى أن على الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون إيقاف هذه الملتقيات واستبدالها بورش عمل مسرحية ودورات تدريبية وكذلك ابتعاث الممثلين للخارج للدراسة بدلاً من الصرف غير المجدي على هذه الملتقيات. موضحاً خلال مداخلته في الجلسة النقدية أنه ليس هناك وعي للممثلين على خشبة المسرح.