عندما يقع حدث يشد الرأي العام ويتم تداوله عبر تويتر أو فيس بوك أو انستجرام أو كيك أو غيرها من وسائل التواصل الاجتماعي ويعمل له (وسم-هاشتاق) ويصبح حديث المجتمع تخرج بعض الجهات الرسمية موجهة رسالتها للإعلام قائلة إنكم تضخمون الأحداث وأنكم لا تتحرون المصداقية.. الخ. والحقيقية أن ما يتم تناقله عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا علاقة للإعلام به, فالإعلام محاسب على ما يقول ويمكن مقاضاته إن هو أخطأ ولهذا فهو حذر ولا يمكن أن ينشر إلا معلومات موثقة, ولهذا فما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي يتجاوز مفهوم الإعلام إلى أن يصبح رأياً عاماً لا يمكن الاستهانة به بل يمكن الاعتماد عليه على أنه استفتاء مع أو ضد الكثير من الأحداث والخروج بنتائج يمكن الاعتماد عليها والاستفادة منها, وعندما يكون محور الحدث جهات رسمية كالجوازات أو الدفاع المدني أو المرور أو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو الصحة أو التعليم أو الاتصالات أو غيرها من الجهات التي تهم كل مواطن فهو هنا يرصد رأي الناس في هذا القطاع وطريقة أدائه وحجم رضاهم عنه ولهذا على هذه الجهات أن تتواجد في وسائل التواصل الاجتماعي وبقوة فور وقوع أي حدث ليكون لها دور في إيضاح الحقائق, وبالتالي فعلى ضوء تواجدها ومصداقيتها يمكن للأمور التي يخشون تضخمها أن تتضاءل فإن كانوا يشتكون من تهويل الأمور فلغيابهم عن إيضاح الحقائق ولاشك الدور الأكبر في ذلك. كثير من الأحداث التي وقعت في الفترة الأخيرة كان مصدر المعلومة والشهود فيها هم من عامة الناس ممن تصادف وجودهم في موقع الحدث فوثقوا ما رأوه ونشروه وتفاعل معه الناس بل إن وسائل الإعلام اعتمدت على الإعلام الجديد كمصدر تنطلق منه في طرحها ولهذا لم تعد المعلومة حكراً على صحفي أو مراسل ففي جهازك المحمول المصور والصحفي والمراسل بل وكافة وسائل الإعلام الجديد. نحن في وسائل التواصل الاجتماعي نتوزع بين أسماء حقيقية ومستعارة ونحن نكوّن نسيج المجتمع بأكمله الصغير والكبير الذكر والأنثى المثقف وغير المثقف ولهذا فمنا من يقول رأياً ومنا من يكرر رأياً ومنا من يقول أي "حاجة" وبيننا من يكتب عن معايشة وخبرة وبيننا من يكتب عن انطباعات سمعها من هنا وهناك ولكننا في النهاية نكون الرأي العام وهو دليل لكل من يريد أن يعرف ما هي اتجاهاتنا وما هي همومنا وما الذي يفرحنا وما الذي يزعجنا, وفي حقيقة الأمر إنه يذهب إلى أبعد من ذلك فيوحدنا في كثير من الأحيان وهنا يفترض أن يتم الاستفادة من التوحد الحميد ولابد من اليقظة لما سواه خاصة وأن من يلبسون الأقنعة في وسائل التواصل الاجتماعي هم الغالبية العظمى ولهذا فأنت تقرأ معلومة ولكن لا تعرف قائلها أو من يقف وراءها. نحن نستهين ببعض الأمور ولا نعيرها اهتماماً لنجد أنها قد تجاوزتنا بمراحل, ولنعد إلى الخلف لسنوات مضت ونذكر كيف كنا نحمي أطباق الالتقاط للقنوات حتى لا تُرى وكيف أن امتلاك جوال بكاميرا من الممنوعات أما اليوم ليس أمامك إلا أن تتواجد ومنذ البداية وسلاحك الصدق فهو أقصر الطرق للإقناع وإلا فتحمل الوقوف أمام كرة الثلج!.