تتعدد امراض ومشاكل الكلية والمسالك البولية وتختلف بحسب الجنس والعمر، ويتطلب العلاج الفعال للمشكلة تحديدها على وجه دقيق قبل الشروع في الخطة العلاجية. ومن ضمن اهم طرق تشخيص اعتلالات الكلى والمسالك البولية طلب الفحص الإشعاعي الذي قد يتضمن إعطاء المريض صبغة وريدية عند عمل الفحص لإيضاح بعض التفاصيل الدقيقة في الجهاز البولي او خارجه. ومن ضمن اهم أنواع الفحوصات الإشعاعية للمسالك البولية التصوير بالصبغة الوريدية (الأشعة الملونة السينية او المقطعية) والتي تطلب عادة في حالات الأورام او انسدادات القناة البولية او الالتهابات المتكررة وأحيانا مع حصوات المسالك البولية. وقد يتحرج او يتخوف البعض من الخضوع للفحص المطلوب لأسباب غير حقيقية في غالبيتها، ونظرا لأهمية الموضوع ولما ورد لنا من عدة تساؤلات رأينا تخصيص هذه العيادة للحديث عن فؤائد ومخاطر هذه النوعية من الفحوص الإشعاعية. * طبيعة تصوير المسالك البولية بالصبغة الوريدية؟ - تصوير المسالك البولية بالصبغة هو تصوير إشعاعي للكلي، الحالب، والمثانة البولية ويتم عن طريق اعطاء صبغه (أيودين) في الوريد. هذه الصبغة تمر خلال الدم الى الجهاز البولي ويتم خلال ذلك أخذ صور متتالية للبطن والحوض مما يساعد أخصائي الاشعة في تقييم عمل الكلي والحالة التشريحية للجهاز البولي كاملا. والصبغة المستخدمة في الفحص هي سائل يحقن داخل الجسم أو الاوعية الدموية, ويكون في صورة سائل شفاف مثل الماء ولكنه معتم للأشعة لانه يحتوى على نسب عالية من اليود, وبالتالى عندما تخترق الاشعة الجسم فانها لا تخترق الصبغة, وتظهر فى النهاية صورة الصبغة بيضاء, وهى داخل تجاويف الجسم, فيما يشبه الرسم بالظلال (تماما مثل ظل الانسان الذي يتكون لان الضوء لا يخترق الجسم فتظهر الشكل الخارجي للجسم دون تفاصيل). * ماهي فوائد هذا الفحص؟ - في هذا الفحص يستطيع الطبيب المعالج تشخيص كثير من الحالات المرضية كما ذكرت أعلاه مثل خلل وظائف الجهاز البولي- التبول المتكرر- الدم في البول- الآلام الجانبية والسفلية في البطن والحوض. ويستطيع الطبيب من خلاله استكشاف المشاكل المتعلقة بوجود حصوات او تضخم في البروستات أو الأورام أو أي تغيرات أخري تصيب الجهاز البولي. * كيف يتم التحضير للفحص؟ - قبل الخضوع لهذا الفحص يجب علي المريض إخبار أخصائي الاشعة عن وجود أي حساسية لبعض الاطعمة أو الادوية او وجود أي أمراض حديثة أو مشاكل طبية مزمنة، وإذا كان مريض سكر فيجب اخبار الطبيب بالمرض ونوعية العلاج المعطى. ويجب على النساء المتزوجات اخبار الطبيب المختص عن وجود أي إمكانية حمل او تأخر في الدورة الشهرية. كما يجب عمل فحص مخبري لوظائف الكلى خلال 3 شهور قبل الخضوع للصبغة الملونة وتعليمات التحضير للفحص الإشعاعي بسيطة وغالبا تتكون من عدم الأكل والشرب قبل الفحص بمدة لاتقل عن 8 ساعات كما قد يوصف للمريض بعض الملينات والتي قد تكون على شكل حبوب او سوائل ملينه تؤخذ في اليوم السابق للفحص الملون. * كيف يتم الفحص الإشعاعي؟ - الجهاز الخاص بالفحص يتكون من طاوله مستوية وكبيره وأنبوب اشعة معلقة، وفي حال الأشعة المقطعية يكون أنبوب الأشعة داخل حلقة دائرية يدخل من خلالها الجزء من الجسم المراد فحصه بطريقة حاسوبية مرتبة. ويتم الفحص من خلال حقن المادة الملونة عن طريق إبرة وريدية في اليد. وتمر هذه المادة الظليلة من خلال الدم الى الجهاز البولي - الكلي- الحالب- المثانة البولية وخلال هذا الوقت يقوم فني الأشعة بأخذ صور متتالية للبطن والحوض وربما يحتاج الي الضغط على البطن بواسطة رباط خاص موجود مع الجهاز لتوضيح المعلم التشريحية الداخلية. وقد يتراوح وقت الفحص ما بين 60 – 90 دقيقة وقد يمتد لغاية 4 ساعات في حال تأخر عمل الكلية. وخلال الفحص قد يطلب من المريض الاستلقاء بوضعيات مختلفة لأخذ صور من زاويا مختلفة وعند قرب نهاية الفحص يطلب من المريض الذهاب لدورة المياه لتفريغ المثانة البولية لأخذ صورة اضافية بعد التفريغ، ويجب التنويه على ان هذه المادة الظليلة لن تؤثر على لون البول ولن تسبب أي صعوبة في التبول. * ماذا يشعر المريض أثناء الفحص؟ قد يشعر المريض بوخزة مكان الحقن، حرارة في الوريد أثناء الحقن وقد يشعر بطعم مر في الحلق او حدوث غثيان، وهذه الأعراض السابقة عادة تزول بعد الانتهاء من الحقن. وبعض المرضي قد يشعر بحكة خفيفة لفترة بسيطة أما إذا استمرت لفترة طويلة فربما يحتاج المريض إلي العلاج الطبي. ويجب ملاحظة ان بعض المرضي قد تظهر عليه أعراض تحسس شديد (صعوبة في التنفس- احمرار في الوجه- تعرق شديد) وهنا يجب إيقاف الفحص واستدعاء طبيب الاشعة فورا. * ماهي أخطار فحص المسالك البولية بالصبغة؟ - قبل إعطاء المادة الظليلة يجب التأكد اذا كان المريض يعاني من وجود أي حساسية صدر او حساسية ادوية او حساسية للصبغة نفسها، كما يجب التأكد ان كان مريضا بالسكري أو الربو أو أي أمراض تتعلق بالقلب أو الكلي أو الغدة الدرقية، لان هذه الأمراض تتأثر بالصبغة المعطاة للمريض وربما تؤدي إلى بعض المضاعفات المرضية. وبشكل عام ينصح المريض بشرب المزيد من الماء للتخلص من المادة الملونة بعد الانتهاء من الفحص.