في الوقت الذي منعت فيه أنظمة وزارة التربية والتعليم ولوائحها "الغش" في الاختبارات، مشددة العقوبات على من يمارسه أو يساعد عليه، أبلغ معلمون في مدارس أهلية أن إدارات بعض تلك المدارس أجبرتهم على تيسيره للطلاب خاصة طلاب ما يعرف بالتعليم الليلي الملتحقين بها، مستندة في ذلك إلى أن أغلب هؤلاء الطلاب موظفون في جهات حكومية وهدفهم من الشهادة فقط "الترقية"! وتعددت - وفقا لصور حصلت عليها "الاقتصادية" - وسائل غش هؤلاء الطلاب إلا أن القاسم المشترك هو استخدام الهاتف النقال في وجود مراقبي المدرسة من معلمين وإداريين داخل القاعة دون اتخاذ أي إجراء يمنع عمليات الغش أو يحدّ على الأقل منها. وهنا يقول لـ"الاقتصادية" مراقبون في تلك المدارس الأهلية: "إن تعليمات أصدرتها لنا إدارات المدارس بالتساهل مع هذه الفئات من الطلاب والسماح لهم بالغش حتى لا نخسرهم"، مؤكدين أن المحافظة على الرسوم التي يدفعها هؤلاء الطلاب لها الأولوية بالنسبة لهذه الإدارات، التي استندت في رأيها هذا إلى أن عددا كبيرا منهم منتسبون ويعملون في وظائف حكومية وهدفهم من الشهادة هي الترقية الوظيفية فقط. .. وثالث ينقل من هاتفه أسفل الطاولة في وجود مراقبين في القاعة. وأوضح هاني الزلفي أن على المراقب أن يغض الطرف ويدع الطالب يغش من أجل الدعاية للمدرسة، مشيرا إلى أن الأمر لا يقتصر على مدرسة بعينها في منطقة ما بل قد يصل لكثير من مدارس الليلي التي يلتحق بها موظفون حكوميون أو في قطاع خاص هدفهم تعديل وضعهم الوظيفي، لافتا إلى أن هناك معلمين في مدارس أهلية يجبرون على منح درجات المشاركة كاملة للطلاب وذلك حفاظا على عملهم. وتابع: "بعض المدارس الأهلية تستقطب معلمين من خارج منسوبيها للقيام بالمراقبة مقابل مبلغ مالي يراوح بين ألف و1500ريال خلال فترة الاختبارات". وأكد معلم - فضل عدم ذكر اسمه - أن النتائج النهائية للمدارس خلال الأعوام الماضية حقق فيها طلاب المدارس الأهلية درجات ومعدلات مرتفعة جدا قياسا بنظرائهم في المدارس الحكومية، أما في اختبار القدرات الذي يشرف عليه المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي "قياس" وجدوا أن طلاب المدارس الحكومية أفضل من طلاب المدارس الأهلية. وحول الغش في المدارس الأهلية قال: "بعض المدارس تضع مشرفين في كل دور وممر في المدرسة حتى يتسنى لهم تنبيه المراقبين بوجود مشرف زائر للمدرسة من أجل إعادة ضبط وضع الطلاب داخل اللجان"، كاشفا أن بعض معلمي مواد الاختبار أحيانا يمرون على اللجان بداعي الإجابة عن استفسارات الطلاب كي يستغل ذلك في القيام بمساعدة الطلاب على الغش وتحديدا في الأسئلة الموضوعية.