يتوهم القادم لمنطقة القصيم أن مجرى المياه المتدفقة الذي يراه على الدائري الشرقي لمدينة بريدة وجوار حديقة الملك عبدالله، أنه بحيرة صناعية تعمدت الأمانة وضعها لإضفاء الجو الجمالي على الموقع، لكن الحقيقة أن هذه المياه المتجمعة والممتدة لمساحات واسعة بالقرب من أحد أهم المنتزهات في المنطقة ليست إلا مستنقعا وطفح مجار يزكم الأنوف، خاصة للقادمين على الدائري الشرقي من حائل والجوف والحدود الشمالية والمتوجهين لمدينة الرياض. والغريب أن هذه البحيرة التي يزيد طفحها في فصل الشتاء تم اعتماد معالجتها من قبل وزارة المياه والكهرباء واستلمت الشركة المنفذة الموقع بتاريخ ٢٨/ ١١/١٤٣٢هـ، على أن يتم التسليم بتاريخ ٢٧/ ١١/ ١٤٣٤هـ، ولم يتم الانتهاء من المشروع وتم تعديل تسليم المشروع (المتعثر) حاليا إلى ٢٥/ ٣/ ١٤٣٦هـ في اللوحة الخاصة بالمشروع. ورغم أن المشروع لبعض المتابعين لا يستحق هذه المدة الطويلة، إلا أنهم يرون أيضا أن المدة المتبقية للانتهاء منه والتي لا تزيد عن أسبوعين، لا تكفي لاستكماله، قياسا على ما تم إنجازه خلال الفترة الماضية. وتحول منتزه الملك عبدالله الذي تم إنشاؤه ليكون متنفسا لأهالي بريدة، إلى ساحة مغلقة بسبب عدم إقبال المتنزهين عليه. وقال خالد عبدالله الزيد عندما تتنزه في المنطقة القريبة من بحيرة الصرف تصدمك الدهشة وأنت تعرف أن هذه المياه المتدفقة ليست إلا مياه صرف صحي، ويبدو أن المسؤولين عنها اعتبروها واقعا لابد من التعايش معه، والمستغرب أن يتعثر مثل هذا المشروع لمعالجة المياه ونقلها إلى منطقة بعيدة عن هذا المكان، والذي سيصبح يوما من الأيام مكانا حيويا وهاما بسبب وجود مرافق سوف يتم تشييدها في هذا المكان منها مقر كليات البنات وهو في الجهة المقابلة، إضافة لمشروع الإسكان المرحلة الثانية وحديقة المطل في الجهه الشمالية، كما توجد أحياء سكنية في الجهة الغربية من البحيرة. ويؤكد يوسف المرزوق أن الكل يعرف أن مياه البحيرة مجار وإهمالها وتركها بهذا الشكل (المخزي) فضيحة، فيما يزيد الأمر بلة تأخر المشروع الخاص بمعالجتها، لأنه من المفترض أن يكون من الأولويات لا المتعثرات في ظل ما يصدره من روائح كريهة وأمراض وبعوض، ومن الأجدر معالجة وضعها سريعا وإنهاء معاناة سالكي الطريق الدائري الشمالي من بريدة الذي يمر فيه ضيوف منطقة القصيم القادمين من حائل والجوف ومناطق الشمال، كما أنه قريب من المنتزهات البرية لمدينة بريدة مثل عسيلان الطرفية التي يزورها سائحون من كافة مدن ومحافظات القصيم والمناطق والمحافظات المجاورة، إضافة إلى وجودها بالقرب من كليات البنات، والمرحلة الثانية لمشروع إسكان مشروع المعالجة.