مثال آخر صارخ على الآثار العكسية لردات الأفعال غير الرشيدة للشباب المسلم؛ فقد أعلنت الوكالة اليهودية مؤخرا أن أكثر من 7 آلاف يهودي فرنسي هاجروا إلى إسرائيل عام 2014، وقالت إنها المرة الأولى التي يشكل فيها يهود فرنسا أكبر نسبة مهاجرين إلى إسرائيل، وللعام الثاني على التوالي، وقدرت الوكالة اليهودية أنه سيهاجر10 آلاف من يهود فرنسا إلى إسرائيل عام 2015، ويعتقد أن السبب الأساسي لتزايد هجرة اليهود من فرنسا هو تزايد تعرضهم للمضايقات من الجالية المسلمة في فرنسا التي يبلغ تعدادها حوالي ستة ملايين مسلم، بينما اليهود نصف مليون فقط، فالمسلمون الذين يقومون بأعمال معادية لليهود بفرنسا بحجة الانتقام منهم لما يفعله الصهاينة في الأراضي المحتلة، ليس فقط شوهوا الإسلام ولم يساعدوا الفلسطينيين وتسببوا في تعرض الجالية المسلمة في فرنسا وغيرها للتضييق والملاحقات الأمنية؛ بسبب اتهامهم بمعاداة السامية، إنما أكثر من ذلك هم يتسببون في تشجيع يهود فرنسا على تركها والهجرة لإسرائيل، حيث سيستحوذون على المزيد من أراضي الفلسطينيين، ولهذا من يريد بحق مساعدة الفلسطينيين يجب أن لا يتعرض لليهود في أوطانهم؛ لأن التعرض لهم يشجعهم على الهجرة لإسرائيل التي ستستحوذ على المزيد من أراضي الفلسطينيين لتبني عليها المزيد من المستوطنات لإسكان هؤلاء المهاجرين الجدد، وهذا يعود بنا للخطأ التاريخي الذي ارتكبه العرب بتهجير اليهود من دولهم غضبا من إنشاء إسرائيل، وهؤلاء اليهود المهجرون سرقوا المزيد من أراضي الفلسطينيين، وبالطبع ساهم الصهاينة بهذا التهجير عبر قيامهم بفبركة عمليات إرهابية ضد الجالية اليهودية بالعراق وغيره؛ لإشعارهم بعدم الأمان وإجبارهم على الهجرة لإسرائيل، فالشيء الوحيد الذي يساعد الفلسطينيين بحق هو تشجيع اليهود على البقاء في أوطانهم بتجنب التعرض لهم بسلوكيات انتقامية فيها. bushra.sbe@gmail.com