×
محافظة المنطقة الشرقية

مبيعات فولكس فاجن الألمانية تتجاوز «10» ملايين سيـارة

صورة الخبر

عبد الله البرقاوي- سبق- الرياض: أعلن الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق، دخول موسم الشبط، اليوم الأحد، بعبارات تفسيرية مثيرة للموجة الباردة، قائلاً: يا وليدي أنا طلعت ما ضريت عليك باللي أكله دويف وناره ليف ولا تقرب اللي أكله تمر وناره سمر، هذا نص وصية المربعانية وجدناها في مخزنها بعد رحيلها من المنظومة المناخية، ليلة أمس، وكانت موجهةً لولدها شباط، عبر مراسم حزينة ممزوجة بنياحة الرياح العاتية، واليوم الأحد أول أيام الشبط, وتحيته لنا صفعة برد قوية بعد أن ودّعها والتفت إلينا بتفرُّد تنفيذاً لوصية والدته، وعلى حين غفلةٍ من أمره لخسنا الوصية بنظرة خاطفة. وقال: الليف: لحاء النخل، ويستخدم لفلترة القهوة من الشوائب، ومعروف أن الليف إذا أشعلت فيه النار فإنه يتآكل بسرعة لخفته ولا يستخدمه للتدفئة إلا ميسورو الحال.. والدويف: أكلة قديمة يأكلها الفقراء، ويبدو أنها لا تحتوي على سعرات حرارية عالية لتدفئة الجسم، أما السمر فناره قوية، والتمر يحتوي على سعرات حرارية عالية فتعمل على تدفئة الجسم ولا يستخدمه إلا أهل النعمة والغنى. وأوضح الزعاق: تسمّى الشبط في الخليج برد البطين؛ لأنهم يعتبرون المربعانية بداية البرد والبطين شدة البرد، وبردها قارس وشديد، ويتميز بالصقيع، وهو الطالع الرابع من فصل الشتاء, ولعل كلمة الشبط مأخوذة من الشهر السرياني شباط، فهو يقع في هذا الموسم, وله من المنازل السماوية منزلتان هما النعايم والبلدة، وكل نجم ثلاثة عشر يوماً والمجموع ستة وعشرون يوماً. وأضاف: لقد سُميت الموجة المعاشة الآن بهدى عند الأردنيين، وزينة عند اللبنانيين، تفاؤلاً منهم بأن تكون هذه العاصفة لطيفة وناعمة كحال النساء، إلا أن هذا لم يكن مسلماً به فقد خلّفت أضراراً بشرية واقتصادية زراعية وصناعية وشلت مناحي الحياة. وزاد الزعاق: لهذا كان أجدادنا عندهم رؤية ثاقبة وواقعية فلم يسموها بأسماء نساء لأنهم يدركون أن النساء ذات أمزجة متقلبة فقد سمّوها سلفاً ببرد الأزيرق؛ لأن الأجساد تزرق من شدة البرد وسمّوها بمبكية الحصني, والبعض سمّاها ببرد قران تاسع وقالوا فيه (قران تاسع برد لاسع). وبيّن: ففي النجم الأول من الشبط (النعايم) يشتد البرد ولاسيما في الصباح الباكر وتكثر فيه هبوب الرياح المفاجئة، أما في منتصف النعايم فتتكاثر السحب المُمطرة، وعند العامة يعتبرون الشبط ولد المربعانية الشقي، ومن شقاوته أنه (يصبخ هواه بالبيبان) لذا يقولون أن (شباط مقرقع البيبان)، ويُقال من شقاوته ولعبه يقطع رباط الخيم ولذا قالوا (شباط محلل الرباط). واستكمل الزعاق: أول موسم الشبط يتسم برودته في رياحه؛ حيث إن هذه الرياح تتخلق في رحم منطقة سيبيريا بروسيا التي تنخفض فيها درجة الحرارة إلى 68 درجة تحت الصفر؛ لذا يكون الجو البارد في العراء أما داخل المنازل فأخف وطأة. واستطرد: فالمربعانية بردها ينبع من الأرض، أما الشبط فبرده نابعٌ من رياحه؛ لأنه مستورد من الخارج، وخلال هذا الموسم يكثر هبوب الرياح الشمالية الباردة وشدة عصف الرياح، ويكون غالباً نسري (مطلع نجم النسر)، فشدة الهوا تجعل الأبواب والنوافذ لها صوت قرقعة، خصوصاً أبواب الخشب القديمة؛ لأنها ضعيفة ومعرضة للهواء فكانت معظم الأبواب والنوافذ القديمة مصنوعة من الخشب وتطل على الحوش فيكون لها صوت صرير وعواء كعواء الذئب ولذلك تسمّى (العواية). وأوضح: هذه الرياح تهب علينا أحياناً من الجهة الشرقية وتتصف بالصلافة والبرودة لذا يقول العامة (الشبط مبكية الحصني) وسُميت بذلك لأن الحصني (الثعلب) يحفر جحره.. ويضع فتحة الجحر للشرق من أجل أن تدفئه أشعة الشمس عند الشروق؛ لكن الهواء الشرقي البارد الذي يهب في موسم الشبط يلج إلى داخل الجحر فيبكي الحصني من شدة البرد. وواصل: الملاحظ أن المربعانية لهذه السنة كانت دافئة والسبب في ذلك يرجع إلى أمور عدة، أهمها: هو أن هذه السنة تعتبر من السنوات المطيرة على جدول دورة المطر التقريبية، والسنة المطيرة سنة دافئة وسقوط الأمطار يعني تغلب المنخفضات الدافئة على المرتفعات الباردة، وهذا السبب هو الذي حفز المرتفع السيبيري بأن يجمع كامل قوته ويهجم علينا دون هوادة ومن شدة قوته عمل على تقطيع وتفتيت وتشتيت أجساد السحب الماطرة على بلدان الشرق الأوسط بسيف الرياح الشمالية وهروبها على شكل سحابٍ عابرٍ فوق رؤوسنا كما هو حاصل الآن. واختتم قائلاً: قمة الحالة البردية التي تتعاطانا الآن ستكون في بطن هذا الأسبوع، ومن يوم الثلاثاء سترتخي يدها اللافة على عنق المنظومة المناخية إلا أن آثارها ستكون محتبسة داخل المنازل والأبنية طوال هذا الأسبوع بحيث يترسب الصقيع من داخلها، ولهذا يستلزم تدفئة الأبنية عن طريق فتح النوافذ والأبواب حتى تخرج البرودة عن طريق تدوير الهواء.