في الإحن والخطوب تتوحد القلوب والدروب، وعندما سقط الشهيد عودة البلوي ورفيقه بيد الإرهاب مدافعين عن دينهما ووطنهما وأهلهما، وتأثر الوطن بأكمله بهذا المصاب ولا عجب؛ ففي لحظة حاسمة اختصر الشهيد البلوي الوطن بأكمله في معبر حدودي أبى عليه ضميره الحي واستشعاره لمسؤوليته أن تمسه يد البغي بسوء؛ فتصدى بشجاعة فائقة للبغاة مفتدياً وطنه بروحه ودمه رحمه الله ورفيقه. في هذه اللحظة لا يستغرب أبداً أن يتجسد الوطن أجمعه في عودة البلوي ورفيقه!! ويعود السؤال إلى مبتدئه: كيف نتصدى لهذا الفكر المتطرف الذي يرى بلد الإسلام كافراً، ويرى أناسه الطيبين المؤمنين بالفطرة أشراراً وكفاراً؟! ترى ما الذي جعلهم يسلمون بصواب منهجهم وتسفيه ما سواه؟ أصدقكم القول لكم تساءلت بيني وبين نفسي عن هذا الموضوع؛ لأجد أننا أسهمنا في نشوء هذا الفكر عندما سمحنا بنشوء أنموذج (ستايل) خاص للتدين فظهرت لدينا تسجيلات إسلامية وعباءات إسلامية وزواج إسلامي (وهل هناك زواج غير إسلامي للمسلمين؟!) وحتى شقق إسلامية في جدة!! بل ولدينا جامعتان إسلاميتان استثناء من الجامعات الأخرى (غير الإسلامية)!! الدين نظام حياة وفي بلد يقوم على الإسلام عقيدة ودستوراً يصبح هذا التمييز (الإسلامي) ضرباً من الهوس غير العقلاني. التدين الحقيقي في جوهره سلوك ينبثق من قيم حقيقية تتجذر في دواخل الإنسان قبل أن تتكئ على أي مظهرية خارجية تصل ببعضهم إلى تحريم العقال!! أصدق المتدينين هو الذي تتأكد من تدينه فعلاً وتعاملاً لا شكلاً وأقوالاً!! رحم الله عودة البلوي وجميع شهداء الوطن!! واستبشروا خيراً فللوطن عودة!!