لا تكاد تصدق أن الفنان العالمي عمر الشريف، بطل الفيلم الشهير دكتور جيفاكو، وبكل ما يملكه من التجربة الطويلة والثقافتين العربية والغربية، هو نفسه الذي اعتدى على فتاة بصفعها على وجهها، في مهرجان الدوحة السينمائي. ربما كان أقصى أحلام هذه البنت، وما ستتباهى به أمام من يعرفها ومن لا يعرفها، أن تحصل على صورة تذكارية مع هذا النجم. الرجل فيما بعد اعتذر معللا تصرفه بظروفه الصحية وتقدمه في السن، إضافة إلى الضغوطات التي يعيشها ونفسيته المستفَزة، وما يعانيه وهو في الثمانين من العمر حين يلتقي الناس في أماكن عامة، وهو بلا حرس شخصي. كل هذه الأعذار، مهما كانت وجاهتها، لا تمحو الصفعة من وجه الفتاة، ولا اهتزاز الصورة في ذهن الجموع، وفي زمن كاميرات الجوال و"اليوتيوب" لا يكاد شيء ينسى، كل شيء يمكن استدعاؤه بضغط زر. الحادثة وقعت قبل ثلاث سنوات، وزيارات الصفحة والصفعة لم تتوقف بعد. أيضا زين الدين زيدان تطارده تلك النطحة في صدر ماتيرازي، لم يوقفها عذر أن الأخير شتم أمه ووصفه بالإرهابي. أن تكون شخصية عامة وفي محل الضوء فلن تأبه الغالبية لنوازعك ولا طباعك وضغوطاتك، إنهم يتعاملون مع الموقع الذي تشغله. مكانك في الواجهة، وهذا العبء عليك أنت وحدك، إنه مسؤوليتك. الجماهير ليست شخصا واحدا كي تتوقع منه التهذيب والتفهم والتأييد دوما.