يقتل أخاه المسلم ويرى أن هذا هو الجهاد الذي أخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدالة الإسلام! يتحول إلى ألعوبة! فيقدم روحه من أجل تحقيق أهداف أعدائه الذين يظن أنه ترك أهله ودياره من أجل حربهم! يعبث بأمن أرض الحرمين الشريفين تاركاً خلف ظهره العدو الحقيقي، وهو يعتقد أنه من خلال هذا العبث يخدم الإسلام والمسلمين! عندما تنتكس الفطرة ويؤجّر العقل نرى ذلك وأكثر فليس من أمامك هو من يفكر ولا هو من يقرر! وما حدث في حدودنا الشمالية من مأساة فقدنا فيها ثلاثة من أبطالنا على يد أربعة كانوا من أبنائنا، ما هو إلا جزء من الألم والضلال الكبير الذي يعيش فيه البعض يوم أن أجروا عقولهم وتلاعب بهم غيرهم، والبعض صدّق معرفات وهمية في مواقع التواصل الاجتماعي لمجرد أنها حملت أسماء إسلامية وتشدقت بنصرة الإسلام والمسلمين! الحزن الحقيقي ليس على العميد عودة البلوي والبطلين يحيى نجمي وطارق حلوي، فقد رحلوا وهم يقومون بواجبهم ويدافعون عن أرضهم وأهلهم، فكسبوا شهادة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم (من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد) فرفعوا بذلك ذكرهم وذكر أهاليهم إلى يوم القيامة، ولكن الحزن والألم على من قال فيهم المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم (سيخرج قومٌ في آخرِ الزمانِ، أحداثُ الأسنانِ، سفهاءُ الأحلامِ، يقولون من خيرِ قولِ البريَّةِ، لا يجاوزُ إيمانُهم حناجرَهم، يمرُقون من الدينِ كما يمرقُ السهمُ من الرمِيَّةِ، فأينما لقِيتموهم فاقتلوهم، فإنَّ في قتلِهم أجرًا لمن قتلَهم يومَ القيامةِ) وفي حديث آخر (يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد)! هؤلاء دمار على أنفسهم وعائلاتهم ودينهم ولذلك يجب أن تتكاتف الجهود للوقوف في وجه مدهم، وإن كان من رحل إليهم من أبنائنا قد غسل مخه وتحوّل إلى كائن تابع منكوس الفكر، فإن تحت أيدينا وفي محاضننا التربوية أبناء يحق لنا أن نخاف عليهم ونعمل جميعاً على تحصين فكرهم لكيلا يصبحوا ألعوبة بأيدي أعداء الإسلام فيجلبوا العار لأنفسهم ولأهاليهم!