×
محافظة المنطقة الشرقية

معلم الأحساء يكشف التفاصيل الكاملة لطعنه.. ويناشد وزير التعليم

صورة الخبر

عمق الهوة التي وصلت إليها كرة القدم لدينا جعلت منها مادة دسمة لكل الإعلاميين والكتاب ولكل فئات المجتمع بل أصبحت حديث إخوتنا الوافدين حتى من الجنسيات غير العربية ، نراهم يشخصون إخفاقاتها ويطرحون رؤاهم للحل في مجالسهم .​في ظل هذه الأجواء لم يعد مستهجناً أن تجد مقالاً لأحد أباطرة الشعر الشعبي يتحدث فيه عن جدوى التعاقد مع المدرب كامبوس _ ويعني كوزمين _ في هذه المرحلة ومناسبة منهجيته الفنية للنهائيات الأسيوية والفرق التي سنواجهها وقد يوافقه في ذلك تاجر مواد بناء أستضيف في برنامج حواري لتشخيص واقع الكرة السعودية .ومن الطبيعي أن تدور غالبية أعمدة صحفنا المحلية ما كان منها سياسياً وما كان اجتماعياً وحتى أعمدة الفنون بكل تفريعاتها أن تدور كلها حول الحلول المقترحة لتجاوز هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها منتخبنا كون الخطب جلل وينبئ بانفجار لا يعرف مداه ولا نتائجه الكارثية .السؤال هل كل أولئك الذين يبحرون في أدق التفاصيل الفنية يفقهون في كرة القدم ويستطيعون تحليل مبارياتها والتحدث في شؤونها أم هم ورؤساء بعض الأندية في الثقافة الرياضية سوء ؟!!بالتأكيد كلهم قد لا يفقهون شيئاً في الرياضة عموماً فضلاً عن كرة القدم ، بل بعض هؤلاء ربما لم يشاهد مباراة كرة قدم في حياته ولكنها ثقافة مجتمع تدفع الجميع للسير خلف كل ناعق والإبحار في كل نقاش ما علمنا منه وما لم نعلم بغية الظهور الإعلامي .هم بالتأكيد ضمن الأسباب التي أوصلتنا لهذه المرحلة ولكن ذلك لا يلغي أن المعضلة الحقيقية التي نواجهها وتجُرنا في كل يوم لقاع سحيق ليس له قرار ، تكمن في تعصبنا لأنديتنا بشكل ضاعت معه ولاءتنا لمنتخبنا وأصبحنا نرى فريقنا القومي من خلال لاعبي أنديتنا فقيمة المنتخب توقفت على إشراكه لبعض الأسماء التي نعشقها في أنديتنا وكل حدث ننظر له من زاويتها .​هذا التعصب الذي أوردنا المهالك لم يكن بذات التأثير الذي نشهده الآن لولا إفرازه كتاب يفوقون جمهور المدرجات في انتماءاتهم لأنديتهم ، لا هم لهم في كل أطروحاتهم سوى الاستماتة في الدفاع عن تلك الأندية حتى لو كان الثمن الضياع الذي نراه الآن والاحتقان الذي بتنا نعيشه .لست متجنياً فكتاباتهم التي ينشرونها في حدث رياضي كالذي نعيشه اليوم مع ناصر الشمراني تظهر زيف معتقداتهم وقناعاتهم وتفضح ميولهم ونراهم خلالها مستميتين دفاعاً عن نجمهم المفضل ومحاولين الترقيع له انطلاقاً من حاجات فريقهم دون النظر لمصلحة وطن قد تخدش سمعته الأخلاقية من تصرفات نجمهم الخلوق .لا يلام ناصر الذي أخطأ في حادثة المشجع ويخطئ في غيرها من المواقف فهو في النهاية بشر وهذه تركيبته النفسية التي تجعله عرضة لـ هكذا أخطاء .لا يلام في بحثه عن مصلحته الشخصية وقد عرف من أين تؤكل الكتف وطبق فعلياً ما أعلنه صراحة وبكل وضوح في لقائه مع الأغا عند ذكره أن حجزه لموقع في خارطة المنتخب ليس له أي علاقة بمستواه الفني وتربعه على صدارة الهدافين بل يرتبط بانضمامه للهلال .لا يلام إن فعلم ما يعتقده صواباً وتحقق ما يرجوه على أرض الواقع ، بل اللوم وكل اللوم على من ذهب بعيداً في تحقيقه لنبوءته حتى بات اللاعب يمارس تجاوزاته دون رقيب أو حسيب ، يدعمه في ذلك صمت وتبرير تلك الأقلام بحجة المصلحة الوطنية .باعتقادي ما لم يُوقف مثل هؤلاء ــ المتزمتين رياضياً ــ عن نشرهم لثقافة الكراهية التي جيشت الشارع الرياضي وغذت التعصب وأظهرت الاصطفاف الحاد وغيبت العدل والإنصاف وجعلهم موقوفين أمام كل كلمة يكتبونها وكل حرف يسطرونه حتى يحاسبوا عليه أيما حساب من أعلى سلطة في الدولة ويُذهب بعيداً في قطع الأيادي التي تمولهم وتدعمهم في هذا التوجه بحثاً عن ( الشو الإعلامي ) الذي لا توفره المليارات التي يملكونها .وما لم ننشغل بهؤلاء عن مطاردة المشجعين وتغريمهم آلاف الريالات عن تجاوزات ــ في مواقع التواصل الإلكتروني ــ لا تقارن بتجاوزات من يحاكمونهم .وما لم نستعيض عن ذلك بتعزيز الوعي بالقيمة الأخلاقية التي تمثلها المنافسات الرياضية ودعم المؤسسات التوعوية التي تحقق هذا الغرض وتنشر هذه الثقافة المفقودة . ما لم نفعل كل ذلك فلننتظر الأسوأ والأيام حبلى بالكثير من المفاجآت التي سيفجرها من أمن العقوبة فأساء الأدب .