لا يمكن أن يرتهن الإنسان لغير وطنه، والوطن ليس النظام السياسي ولا الحكومة الإدارية فقط، بل هو ما يجسد الانتماء للأرض ويبرز هوية الإنسان الاجتماعية! وعندما يقول خادم الحرمين الشريفين، في كلمته لأعضاء مجلس الشورى، أن لا مكان بيننا لمن يرتهن للخارج، فإنه يؤكد على حقيقة أن خيانة الوطن تبدأ من تسخير النفس للغرباء لإيذاء الوطن بأي شكل من الأشكال، ولكنها ــ بالنسبة لي ــ لا تقف عند ذلك! خائن الوطن هو الإرهابي الذي جعل نفسه مطية لحكومات وتنظيمات خارجية عدوة تسعى لاختراق جدران الوطن والإضرار بحاضره وقطع الطريق على مستقبله! خائن الوطن هو أيضا من يرتهن لمصالحه الشخصية على حساب مصالح مجتمعه، هو اللص الذي يسرق ثروات وطنه ويثري على حسابه، هو أيضا التاجر الجشع الذي يغش مواطنيه ويجمع كثير ماله من قليل مالهم ويعتصر احتياجاتهم يقتات على متطلباتهم! هو كذلك المسؤول الذي يخون الأمانة ولا يؤدي واجبه ويظن أنه فوق الوطن، وأن الوظيفة تشريف لتمجيد ذاته وسلم للصعود لأبراجه، لا تكليف بخدمة إنسان مجتمعه والوفاء بمسؤولياته والتزاماته كفرد من أفراده! الوطن أكبر من الجميع، والمواطنة علاقة تكاملية أساسها العدالة بين وطن ومواطن، ولا مكان فيها لخائن! نقلا عن عكاظ