تواصلت ردود الأفعال من الجهات الحكومية المختلفة حول الكارثة البيئية التي نشرت تفاصيلها "اليوم"، وتسبب فيها مجموعة من الأشخاص من الجنسية الاثيوبية بعد أن لوثوا مساحة من الأراضي تزيد على 120 ألف متر مربع في مزارع "اصبيغاوي" بصفوى، وقيامهم بحرق كميات كبيرة من الكيابل للحصول على الاسلاك المعدنية والنحاسية بها. حيث زار مسؤولون ببلدية صفوى الموقع واطلعوا على حجم المخالفات التي أحدثتها هذه العمالة، وسيتم اعداد تقرير ورفعه لبلدية محافظة القطيف ومن ثم للأمانة للتحرك تجاه المخالفين وما أحدثوه من أضرار للبيئة في المنطقة الواقعة غرب بلدة «أبو معن» بالمنطقة المسماة "اصبيغاوي". وأكد رئيس بلدية صفوى المهندس صالح الغامدي لـ "اليوم" أنهم وقفوا على الموقع ووثقوا ما قامت به هذه العمالة من عبث ومخالفات، وتأكد حدوث هذه المخالفات، مشيرا الى أنه سيتم رفع تقرير لبلدية المحافظة، حتى يتم اتخاذ الاجراءات، مضيفا: إن الإجراء في الحادثة والمتبع لا يزال قيد الدراسة، لافتا إلى أن هذه الفئة المخالفة كانت حتما تعمل في الخفاء والليل، فالمنطقة كبيرة وواسعة ومعزولة، مما أسهم في بقاء وانتشار المخالفة وتوسعها، مؤكدا أن هؤلاء العمال عبثوا في مواقع أخرى منذ فترة وبعد تشتيتهم ينتقلون إلى مواقع متخفية ليمارسوا العبث بالبيئة، فلا بد من تكاتف الدوائر ذات العلاقة مع بعضها البعض للقضاء على مثل هذه التجمعات المشبوهة ويجب أن لا نستسلم لهم فالوطن فوق الجميع، وصحة البيئة والمواطن يجب أن تكون من أولويات البلدية أينما وجدت. وقال المهندس الغامدي: سوف ننسق بعد توضيح الحادثة مع الدوائر والجهات الأخرى ذات العلاقة، ليتم إيقاف المخالفات ومن ثم ننظر ما هو الأجراء المتبع لذلك . وفي رده على سؤال "اليوم" حول أضرار المنطقة وما تعرضت له من ملوثات، والحلول التي يجب اتباعها في ذلك، قال المهندس الغامدي: لا نستطيع أن نعرف الآن مدى الأضرار التي أصابت المنطقة، ولمعرفة ذلك يجب أن تؤخذ العينات وعمق الضرر الذي وصل في التربة لمعرفة الضرر والتلوث الحقيقي للمنطقة، مضيفا: إن هناك عدة حلول يمكن أن توضع لمواجهة التلوث، وفي هذا الصدد، كإعادة تأهيل المنطقة أو عزلها أو وضع مصدات لعدم القرب منها، مؤكدا أن المواد البلاستيكية مضرة للغاية ولا يمكن أن نعرف مدى تأثر المنطقة إلا بعد التحاليل للتربة. وأكد رئيس البلدية المهندس صالح الغامدي ضرورة تدخل جميع الدوائر ذات العلاقة للحد من تكرار مثل هذه المخالفات في أي موقع آخر، كما شدد على دور المواطن وإدراكه ومساعدته للكشف عن بعض التجاوزات والمخالفات، مشيرا الى أن حق المواطن أن يتنفس هواء نقيا، وهؤلاء المخالفين يجب أن لا يكون لهم مكان بيننا ويجب إيقافهم أينما وجدوا. من جانب آخر، عبر المواطنون عن استيائهم لما حدث من مخالفات في تلك المنطقة، فقد أكد مؤيد القريش، والذي يملك مزرعة، أن المنطقة التي وقعت بها المخالفات أصبحت لا تطاق؛ فمخلفات البناء والتي تنتشر عشرات الكيلو مترات تسببت في مشاكل عديدة للمواطنين، وشكلت هذه المخلفات مصدات وساتر لهذه العمالة المخالفة ، مشيرا الى أن المساحة الكبيرة والتي تظهر وكأنها مرصوفة بطبقة اسفلتية وتزيد عن 120 ألف متر مربع ظهر هذا الشكل نتيجة حرق الكيابل ولا بد من تأهيلها من جديد وإزالة الأضرار منها ، مؤكدا أن الأمطار عندما تنزل ستسبب أضرارا لتربة المنطقة نتيجة لحرق للكيابل، لافتا إلى أن المزارعين يستخدمون آبارا جوفية للمياه والري للمزروعات مما ينقل لهم أضرارا نتيجة حرق البلاستيك والكيابل للمزروعات، وتنتقل هذه الأضرار إلى الأجسام وخاصة أن المنطقة الزراعية والمزارع التي تتجاوز 100 مزرعة تقع بين 2 و3 كيلو مترات فقط. وقال القريش: يجب أن تتدخل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في الأمر، لنعرف مدى تأثير هذه المخالفات على التربة، حيث يتضح أن العمالة بدأت أعمالها منذ سنوات، والمسافة الطولية تمتد إلى أكثر من 600 متر، كما أننا زرنا الموقع عدة مرات ويظهر أن المخالفين يتوسعون في أنشطتهم، فبعد المكوث في منطقة ما فترة من الزمان يتجهون إلى منطقة أخرى وهكذا، ونحن نطالب بإيقاف المخالفين وعقابهم. وقامت "اليوم" بالاتصال بمسؤولي الأرصاد وحماية البيئة بالمنطقة الشرقية وبالرياض أيضا، ووجهت استفسارات عن الواقعة حول تحركهم تجاه هذه المخالفات، فطلب مدير الأرصاد وحماية البيئة بالمنطقة الشرقية محمد القحطاني من "اليوم" تحديد الموقع واحداثيات المخالفات، وتم ارسال هذه المعلومات اليه، ووعد بخروج فرقة من الأرصاد والتأكد من الحادثة لرفع تقرير مفصل عنها.