تتشكل شخصية الطفل من خلال تفاعله مع البيئة المحيطة وعمليات التعلم التي يمر بها، والتي يكون مسؤولاً عنها الوالدين بالدرجة الأولى، فمفهوم تقدير الذات لا يولد مع الطفل ولا يرثه عن أبويه كما يرث لون عينه وشعره وإنما يكتسبه من البيئة حوله من خلال تفاعله مع الآخرين وخاصة الأشخاص المهمين بالنسبة إليه، وقد يتعرض الطفل لبعض الأساليب الخاطئة في التربية، فيعاني من ضعف الشخصية وقلة الثقة بالنفس ويصبح غير قادراً على مواجهة الحياة والتكيف معها، بل يواجه المشكلات في حياته المستقبلية، لأن مفتاح الشخصية السوية لدى الطفل هو تعزيز مفهوم الثقة بالنفس لديه وبشكل إيجابي، ما ينعكس على حياته مستقبلاً. وهذه المرة حرصت حملة كوكا كولا لايت #عيشي_بثقة على تسليط الضوء على ضرورة تعزيز الثقة بالنفس لدى الأطفال وتنميتها، منذ الصغر، وأهمية دور الأم في ذلك، إذ أثبتت معظم الدراسات أن أحد أهم الأسباب لتدني مستوى التحصيل العلمي لدى الطلاب هو تدني مستوى تقديرهم لذاتهم وعدم ثقتهم بأنفسهم، كما أنه سبب العديد من المشكلات النفسية والسلوكية لدى الكبار والصغار، وعلى الأهل عموماً والأم خصوصاً تنمية ثقة طفلها بنفسه وأن تتبع الأساليب الصحيحة في تربيته فقد تتسبب بنتيجة عكسية من دون قصد من فرط حبها لولدها وتدليلها له وحمايته. ومن المهم معرفة سمات الشخصية الضعيفة، قبل معالجتها ومنها: 1- عدم قدرة الطفـــل على الاعتماد على نفسه، بل ميله إلى الاتكال على الآخرين. 2- عدم مقدرة الطفل على تحمّل المسؤولية، ومواجهة الصعوبات في بعض المواقف، وإلقاء اللوم على الآخر. 3- الخوف والتردد، وعدم القدرة على المواجهة. 4- عدم القدرة على التكيّف الاجتماعي، وصعوبة تكوين علاقات جيدة مع الآخرين. عندما يلاحظ الوالدان هذه الصفات في شخصية الطفل، يجب التعرّف إلى الأسباب، والتي تكون قد تكون ناجمة عن: - كبت الطفل عند الحديث وعدم إشراكه في التعبير عن رأيه. -الاستهزاء بالطفـل وبآرائـه وكلامه، خصوصاً أمام الآخرين. - الإفراط في التدليل أو القسوة أو الحماية الزائدة، فالقسوة الزائدة تجعل الطفل خائفاً ومتردّداً وانطوائياً، فيما التدليل الزائد يجعله غير قادر على تحمّل المسؤولية، أما الحماية الزائدة والخوف عليه فيعوقه عن التكيف الاجتماعي والتعامل مع الآخر. -المبالغة في ترهيب، وهذه من الأساليب التي يتّبعها الكثير من الآباء عند التربية، والتي تجعل الطفل عرضةً للأمراض والاضطرابات النفسية. أما لتعزيز الثقة في نفس لدى الطفل ليصبح قادراً على التعبير عن رأيه وانفعالاته، من دون تردّد أو خجل، فلا بد من اللجوء إلى الأساليب التالية: - مدحه وجعله يشعر بأهميته وتشجيعه ليبدي رأيه واحترام مشاعره أمام الآخرين. - الثبات في المعاملة من قبل الوالدين، والاتفاق الكامل بينهما على أسلوب التربية وعدم التناقض أو الاختلاف بين الطرفين. - التعامل معه بالكلام الصامت والمقصود به استخدام تعابير الوجه في التواصل معه كالابتسام والنظر، أو التربيت على الرأس والكتف تعبيراً عن الحب أو تقديراً لما فعل. - رفع روحه المعنويّة، وذلك عن طريق تزويده بخبرات هادفة، وإشراكه بأعمال تطوعية أو دفعه إلى ممارسة الرياضة أو هواية معينة، وحب المغامرة. - تخصيص ركن له في المنزل لعرض أعماله ورسوماته. - مساعدته في اكتساب الصداقات وتكوين علاقات اجتماعية مع أشخاص ناجحين ومتميّزين. - مساندته في اتخاذ القرارات بنفسه وتحمل مسؤوليتها، وعدم إلقاء اللوم على الآخر. - الحرص على توفير نماذج تفاعل اجتماعي من خلال القصص والتحدث عن خصائص الآخرين الإيجابية والحرص على تعليمه كيف يكون على وفاق مع الآخرين وكيف يتجنب الشجار والشكوى المستمرة. ويؤكد بعض المختصين في المجال على أهمية التوضيح، فبإمكانك توضيح النماذج السلبية للأطفال المضطربين كأن تخبر طفلك عن الأطفال غير المحبوبين وما هي السلوكيات التي يقومون بها كإغاظة الآخرين و إهانتهم وغير ذلك، ولابد بأن تخبر طفلك عن الأطفال المحبوبين وما هي خصائصهم لأن ذلك ينمي الشعور بالأمن والثقة بالذات وبالتالي يزيد من قدرة الطفل على المشاركة في التفاعلات الاجتماعية. وأنت عزيزتي القارئة ؟ ما هو رأيك، ومن خلال تجربتك الخاصة، كيف يمكن تعزيز ثقة الطفل بنفسه؟ شاركينا بتعليقاتك وتحدثي إلينا علىCokeLight_me @