تشير بعض التقارير الإعلامية إلى أن هيئة الإذاعة والتلفزيون تدرس فكرة إلغاء التعميد المباشر للمسلسلات لتتجه نحو الإنتاج الذاتي في خطوة وصفت بالاستراتيجية الجديدة للإنتاج الدرامي، وهناك من يؤكد أنها مجرد أفكار لم تتجاوز مرحلة النقاش في الاجتماعات، وإنما التوجه القادم هو عدم حصرية الإنتاج الدرامي لها، ما يعني شراء المنتج بسعر أقل من مؤسسات الإنتاج التي أغضبها هذا التوجه. من الصعب أن تتولى الهيئة بين عشية وضحاها مسألة الإنتاج الذاتي للدراما، وإن كانت تقوم بذلك في فترة من الفترات، فمثل تلك القرارات لا يمكن لها أن تكون إلا بعد سنوات من الدارسة والجدوى، ولكن هذا الحراك يعد اعترافا بطريقة أو بأخرى بأن المستوى الدرامي على الشاشة لا يرتقي إلى ذائقة المشاهد في ظل منافسة القنوات الخاصة وتطور تقنيات الإنتاج التلفزيوني. حتى تتجاوز هيئة الإذاعة والتلفزيون هذه الإشكالية عمليا عليها أن تعيد النظر كثيرا في اللوائح الخاصة بالإنتاج عموما والدرامي على وجه الخصوص، وأن تتشجع في اتخاذ القرارات المناسبة والصارمة في نفس الوقت، ومن ذلك فتح المشاركة بالإنتاج لمختلف القنوات السعودية بحسب طبيعتها من العمل الدرامي والوثائقي والبرامج الميدانية، ولكل مؤسسة أو شركة أحقية إنتاج عمل واحد أو اثنين في العام الواحد فقط، إضافة إلى إنهاء سابق تعميد المسلسلات لشهر رمضان المبارك، ليكون كل ثلاثة أعوام مع الأخذ بالمعايير الفنية والإنتاجية. وعلى الهيئة أن تفعل مركزها للتدريب الإعلامي الذي بدأ أخيرا حتى تصنع احتياجها من الكوادر في مختلف المجالات من الكتابة الإعلامية والصحافة التلفزيونية وفنون التصوير والمونتاج والإخراج من خلال تجارب الآخرين وبالمعايير الاحترافية، ليكونوا جاهزين لمختلف القنوات السعودية وفي حال قررت خوض تجربة الإنتاج الذاتي للدراما.