أجمع المحللون الفنييون والنقاد الرياضيون على أن ما يمر به منتخبنا الوطني السعودي قبل الدخول في المعترك الآسيوي بعد خروجه من البطولة الخليجية ومن خلال المباراتين الوديتين التي لعبها أمام البحرين وكوريا الجنوبية تحضيرا لنهائيات أمم آسيا 2015، يعتبر مؤشرا غير مشجع، ساهم بقوة في وضع الشارع السعودي تحت ضغوط نفسية صعبة مخافة تكرار الظهور الضعيف وتسجيل نتائج سلبية تؤزم الموقف كثيرا وتصعب حال كرة القدم والتي تحظى بمتابعة واهتمام من المسؤولين عن اتحاد اللعبة، ومع هذا لازالت تعيش تحت وطأة التخبطات والقرارات الفردية والارتجالية والتي أدت إلى تراجعنا كثيرا في التصنيف العالمي وخسارتنا من منتخبات لا تلقى نفس الدعم الذي تلقاه اللعبة في المملكة. الخسارتان ربما تقود للنجاح بداية، قال المدرب الوطني الدكتور عبدالعزيز الخالد: «لا شك بأننا نعيش على أعصابنا قبل انطلاق البطولة بسبب ما يمر به منتخبنا السعودي من تراجع في الأداء الفني، وهذا ظهر جليا في المباراتين الوديتين السابقتين قبل انطلاق البطولة الآسيوية، ولكنني على الصعيد الشخصي ينتابني نوع من التفاؤل لسببين أولهما هو معرفتي باللاعب السعودي من ناحية الإمكانات والمهارات التي يملكها والروح والعزيمة والإصرار التي يظهر عليها في المحك الحقيقي وهو أمر يختلف تماما عن المباريات الودية والبطولة الخليجية والتي تسبب ضغوطا نفسية رهيبة على اللاعب السعودي؛ كونه مطالب بتحقيق الفوز على المنتخبات الأخرى والتي تعتبر بمفهوم الجمهور واللاعبين أنفسهم أقل نسبيا سواء على الصعيد الفردي أو الجماعي وهذا الأمر لا ينطبق على البطولة الآسيوية والتي تزخر بالعديد من المنتخبات القوية كاليابان وأستراليا والصين، وهنا يسعى اللاعب إلى إبراز كل مكنوناته وقدراته ويعيش تحديا مع الذات للظهور المشرف ومقارعة نجوم المنتخبات القوية وهذا الأمر ينعكس إيجابا على منتخبنا الوطني». السبب الثاني، يتعلق بالمدرب الروماني كوزمين ومعرفته باللاعب السعودي وطريقة تفكيره وإمكاناته وقدراته والطريقة الأنسب التي تلعب بها المجموعة إلى جانب إجادته للتنظيم الدفاعي والدخول بأكبر عدد من اللاعبين بعد أن يوكل لكل لاعب منهم مهام خاصة لتلافي ارتكاب الأخطاء وهي الخطوة التي تسبق التفكير في الجانب الهجومي والتي تأتي كخطوة ثانية وهي فلسفة فنية في «كوزمين»، وطريقة مناسبة كثيرا لمنتخبنا السعودي في ظل المشاكل الفنية التي يمر بها صقورنا الخضر من تغيير جهاز فني قبل فترة قصيرة. وأضاف الخالد «أرى بأن الخسارتين في المباراتين الوديتين قد تكون جانبا إيجابيا وعلى المسؤولين على المنتخب والمدرب التركيز على الجانب النفسي وإخراج اللاعبين من الضغوط النفسية التي يعيشها اللاعبون؛ نظير الخروج المر من البطولة الخليجية والخسارة في المباراتين الوديتين، كما أطالب في نفس الوقت الجماهير السعودية بمختلف انتمائها الوقوف والمساندة وتشجيع صقورنا الخضر بغض النظر عن اللاعب المشارك وترك الانتماء للأندية جانبا في هذا التوقيت الحرج»، وختم الخالد حديثه بقوله «الكرة في ملعب اللاعبين الآن ونحن على ثقة في كل العناصر المتواجدة والتي تعتبر الأفضل في تقديم مستويات مغايرة عن الصورة السابقة وتحقيق نتائج إيجابية». كالوطني كان أجدى من جهته، قال المدرب الوطني نايف العنزي: «الجميع على قناعة تامة بأن «كوزمين» سيعاني من صعوبة في التعامل مع اللاعبين؛ كونه لا يعرف مستوى كل لاعب باعتباره بعيدا عن الدوري السعودي، وبالتالي تغيب عنه تفاصيل مهمة تخص اللاعب ومدى ملائمتهم لطريقته الفنية وهذا لا يعني التشكيك في قدرات المدرب الكبيرة التي لا نختلف عليها، ولكن قرار إحضاره في هذا التوقيت الصعب بالتحديد لا اتفق معه حتى وإن نجح، فالنتائج التي سيحققها المدرب مع المنتخب بإمكان أي مدرب سواء كان وطنيا أو أجنبيا تحقيقها في ظل الظروف المحيطة بمنتخبنا السعودي. وأردف العنزي قائلا: «كان من الأولى الاستمرار على المدرب الإسباني لوبيز أو تكليف مدرب وطني بأداء المهمة خاصة أننا في كلا الحاتين سنضمن جهازا فنيا يعرف أدق التفاصيل عن كل لاعب في المنتخب وبالتالي ستكون المهمة أسهل. وفيما يخص خسارة صقورنا الخضر في اللقاءين الوديين قال العنزي: «المباراتان الوديتان كشفت لكوزمين الكثير من الأمور التي كانت تخفى عليه في السابق وستساعده على التعرف على جوانب فنية دقيقة في كل لاعب قبل الدخول في المعترك الآسيوي، وبالتالي الدخول بالتشكيل الأنسب ومن يخدم طريقته الفنية في المباريات الرسمية، فكوزمين يسابق الزمن حاليا خاصة أن العمل مع المنتخبات يختلف تماما عنه في الأندية؛ كونه يحتاج لمتابعة جميع اللاعبين مع أنديتهم في المسابقات المحلية والقارية. الاتحاد مسؤول عن الوضع من جانبه، حمل المدرب الوطني بندر الأحمدي الاتحاد السعودي ولجنة المنتخبات مسؤولية ما يمر به منتخبنا الوطني من ظروف معقدة وصعبة ستلعب دورا رئيسيا في الحد من ظهور منتخبنا الوطني بالصورة الفنية التي تتناسب مع إمكانيات لاعبيه وقدراتهم العالية وقال: «نتفق بأن المدرب الإسباني لوبيز لم يكن مناسبا، ولكن تغييره بعد كأس الخليج تعتبر غلطة كبيرة لا تغتفر، وكان من الأولى أن تكون قبل البطولة الخليجية واعتباره إعدادا للبطولة القارية الأهم، كما أن اختيار المدرب الروماني كوزمين هو مركب آخر؛ كونه لا يملك الحافز للعمل وبذل الجهد وتصحيح الأخطاء في هذه الفترة القصيرة قبل انطلاق المشوار ويضمن عودته لنادي السابق بعد انتهاء فترة التكليف مباشرة، وهذا الأمر لم يكن ليحدث فيما لو وقع الاختيار على مدرب يعيش حافز الاستمرار مع المنتخب فترة أطول وبالتالي سيعمل وسيكرس جهد على تطوير الأداء وتلافي الأخطاء وبث روح الحماس في اللاعبين لتحقيق الفوز في كل مباراة لضمان البقاء فترة أطول في مهمته التدريبية». وعلى الصعيد الفني، قال الأحمدي: «نلتمس العذر للمدرب كوزمين في المباراة الأولى خاصة أن لاعبي المنتخب عانوا من ظروف السفر الطويل 16 ساعة، والتي تسبق اللقاء الودي بيومين فقط، إلا أن الملاحظ على كوزمين هو عدم استقراره على تشكيل واحد في أهم خطوط الفريق وهو الدفاع، والذي لا يحتمل التغيير المتكرر إلا في أحلك الظروف لإصابات أو الغياب الانضباطي، ومع هذا رأينا كوزمين يخرج سعيد المولد ويشرك حسن معاذ ويدخل ماجد المرشدي بديلا لعمر هوساوي ولعب بمصطفى بصاص مكان وليد باخشوين على اعتبار انه محور دفاعي وهذا يعتبر خطأ فني يفقد الفريق الاستقرار المنشود والذي يكتمل من خلال المباريات الودية. وأضاف الأحمدي «شكل منتخبنا الوطني ضعيف دفاعيا وكذلك هجوميا وخطوط الفريق متباعدة ويسهل على لاعبي المنتخبات الأخرى اختراقه والوصول لمرمى وليد عبدالله وفي المباراة الودية الأخيرة رأينا اختراقات فردية وجماعية من لاعبي المنتخب الكوري ووصول للهدف وتفوق تام على المنتخب السعودي.