•• نعتمد أحيانا في خطابنا الإعلامي على الوصاية في كل شيء، أي أننا ننتقد ونطالب ونفتح آفاقا واسعة لمحاكمة الآخرين، وإن انتقدنا أي من الناس نهب على قلب رجل واحد لنطالبه بالاعتذار، وان لم يفعل نتناوب الأدوار على قمعه! •• مشكلتنا أننا نفهم في كل شيء، في القانون، في الخطط، في الاستراتيجيات، في لعبة القدم والسلة والطائرة واليد، بل في الخصخصة، بمعنى أننا قادرون على أن نجيب على كل الأسئلة أيا كانت! •• إعلامنا الرياضي نشط في مجاراة الأحداث، ولا يهمه صعوبة القضية أو سهولتها بقدر ما يهمه أن يجيب على الأسئلة حتى وإن كانت الإجابة في وادٍ والسؤال في وادٍ آخر! •• إن اتخذت لجنة الانضباط قرارا ننتقدها حتى ولو كان صحيحا ووفق نص لا اجتهاد معه، والحجة في هذا النقد أن لاعبا أو إداريا أو مدربا ارتكب نفس المخالفة قبل خمسة أعوام ولم يعاقب، وإن راقت لنا العقوبة حسب المتضرر والمستفيد نكتب ونقول بصوت عالٍ: يحيا العدل! •• أما حكاياتنا مع المدربين فهي من أغرب الحكايات، إن فاز نمنحه كل المساحات، وإن خسر نصفه بالمقلب ونطالب بترحيله، وإن بحثت عن سبب هذه الفتوة الفنية تجدها آراء انطباعية ولا علاقة لها بالفكر الفني! •• ولمزيد من الضحك، امعنوا النظر في قضايانا الرياضية وما يحاصرها من ردة فعل إعلامية عندها ستقولون على طريقة فارس عوض: يا رباه! •• قل يا زميلي رأيك واكتب وجهة نظرك، لكن أن تتحول أبو العريف وتفتي في كل شيء، فهنا المشكلة التي ينبغي أن نناقشها بوعي؛ لكي لا يزيد الضحك علينا في مدرج السخرية! •• اعتقد جازما أن أكثر من يتحدثون عن الرياضة هم أبعد ما يكونون عن فهم أسرارها، وأجزم اعتقادا أن المنظرين في الإعلام عن تفاصيل التفاصيل في الرياضة أشبه بالمعيدي الذي تسمع به خير من أن تراه! •• خذوا هذا الأنموذج: يسأله محاوره عن المنتخب، فيقول: هذا ليس منتخبنا بل منتخب نادي الهلال، ثم يجادله محاوره ويرد دون خجل: لماذا تجاملون هذه هي الحقيقة، فحولت إلى قناة أخرى وكان فيها الحوار عن عودة النصر التي أخافت الهلال وعن الهلال الذي يرى مناصره أنه كبير الرياض في إسقاط مباشر على النصر، عندها قلت: ما لي إلا الدكتور توفيق عكاشة أنسى من خلال برنامجه حكاية وسط إعلامي غرق في بحر الجهل! •• مررت، البارحة، من جوار ملعب الأمير عبدالله الفيصل، ورأيت ما يمكن أن أنقله للرئيس العام لرعاية الشباب، وأعني أن الأمور كما هي: سياج حديدي معلق وأنوار كاشفة، ولا أرى حول الملعب ما يمكن أن يكون هناك عمل! •• سمو الأمير، زيارتك لهذا المعلم التاريخي مهمة، فلربما تفعل ما فعلت مع تلك الأعمال المتعثرة والمقاول المتعثر! •• هل يعقل أن توسعة فقط تستغرق هذه السنوات، وهل يعقل أن هذا المشروع يعمل بدون رقابة. مقالة للكاتب احمد الشمراني عن جريدة عكاظ