يعد المنتخب السعودي أكثر المنتخبات الخليجية إنجازا في بطولة كأس آسيا، والتي تعتبر البطولة المفضلة للأخضر بحسب الإحصائيات الماضية، فهو من حصد 3 ألقاب من أصل ٦ نهائيات تأهل لها، ويعود منتخبنا الوطني في النسخة السادسة عشرة، والتي ستقام في أستراليا ليلعب ضمن المجموعة الثانية التي تضم إلى جانبه الصين وكوريا الشمالية وأوزبكستان. يدخل المنتخب هذه البطولة بمستوى فني متأرجح وغير مقنع للشارع الرياضي، بعد أن خسر بطولة كأس الخليج ٢٢ التي أقيمت في الرياض الشهر الماضي، ونتج عنها إقالة المدرب السابق الإسباني لوبيزكارو، وإسناد المهمة للمدرب الروماني كوزمين، الذي غادر الرياض عام ٢٠٠٨م بعد تصرف غير موفق آنذاك عندما كان مدربا لنادي الهلال في نهائي كأس ولي العهد أمام نادي الشباب، وسط تصريحات متضاربة من المسؤولين عن الرياضة السعودية حول استمرار المدرب الروماني بعد البطولة حتى وإن فاز بها! الأخضر جاء يطل غلب الكل كانت أول مشاركة للمنتخب السعودي لكرة القدم في بطولة كأس آسيا في إيران عام ١٩٧٦م حيث شارك في التصفيات التمهيدية للبطولة، إلا أنه انسحب ولم يشارك في النهائيات، ثم ظهر في البطولة السابعة، وكانت المشاركة الثانية للأخضر السعودي العام ١٩٨٤م، وشارك يومها على طريقة (جاء يطل غلب الكل)، وحقق اللقب في سنغافورة بقيادة المدرب الوطني القدير خليل الزياني، وحقق اللقب الثاني في البطولة الثامنة التي أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة العام ١٩٨٨م، وخسر النسخة التاسعة التي فازت بها اليابان عام ١٩٩٢م وحل ثانيا في الترتيب وحصل على الميدالية الفضية، ليستعيد الأخضر أنفاسه من جديد ويحقق النسخة العاشرة التي أقيمت في دولة الإمارات العربية العام ١٩٩٦م، وخطف الكأس من أمام المستضيف المنتخب الإماراتي، وفي عام ٢٠٠٠م عاد منتخب اليابان المنافس الأقوى وخطف البطولة من أرض لبنان وحصل منتخبنا الوطني على المركز الثاني. وفي الصين كانت (النكسة) لبطل القارة عندما خرج بنتائج مذلة أثارت دهشة واستغراب المتابعين، خاصة أنه المنتخب الذي استمر لأكثر من عشرين عاما رقما صعبا في البطولة، وكانت الصين ٢٠٠٤م بداية الانحدار لبطل القارة وعاشق الذهب الآسيوي قبل أن يعود في جاكرتا لممارسة هواية الوصول للنهائي، وكان ذلك في العام ٢٠٠٧م ولكنه خسر أمام (أسود الرافدين) المنتخب العراقي وحل وصيفا ليحقق الوصافة للمرة الثالثة. وفي عام ٢٠١١م في قطر حلت الكارثة بالرياضة السعودية، عندما خرج الأخضر السعودي صفر اليدين وخرج لأول مرة من البطولة بلا نقاط، حيث خسر مواجهاته الثلاث في مجموعته وسط خيبة أمل كبيرة واحتقان الشارع الرياضي؛ بسبب انهيار بطل آسيا بهذه الطريقة المخجلة التي لا تليق بتاريخه الحافل بالإنجازات في كأس آسيا! الزياني حالة خاصة! في كأس آسيا مر على المنتخب السعودي عدد كبير من المدربين منهم من استطاع تحقيق إنجاز ومنهم من صاحب عمله التعثر، ولعل المدرب الوطني الكابتن القدير خليل الزياني هو الأبرز، حيث قاد المنتخب لأول إنجاز قاري في تاريخه، عندما فاز بالكأس أمام المنتخب الكوري في سنغافورة، ويأتي الوطني ناصر الجوهر الثاني في قائمة أشهر من قادوا الأخضر في هذه البطولة كمدرب (مؤقت) في العامين ٢٠٠٠م - و٢٠١١م، حيث تولى الجوهر قيادة الأخضر بعد إقالة المدرب التشيكي ميلان ماتشالا وحصل على الميدالية الفضيه كإنجاز جيد في ظل الظروف المحيطة بالمنتخب في ذلك الوقت، وعاد في قطر ٢٠١١م بعد إقالة البرتغالي بيسيرو عقب النتيجة المتواضعة أمام سوريا في اللقاء الافتتاحي، وإجمالا أشرف على المنتخب السعودي في هذه البطولة ٩ مدربين من أبرزهم البرازيلي دوس أنجوس الذي حقق الوصافة للأخضر في 2007. المدرب المعار هل يحقق الطموح؟! يعول المسؤولون عن الرياضة السعودية على المدرب الروماني كوزمين اولاريو الذي تمت الاستعانة به من الأهلي الإماراتي بعد حالة مد وجذب أن يحقق الطموح والتطلعات لإعادة (بطل آسيا) لوضعه الطبيعي بطلا منافسا بعد إقالة المدرب السابق لوبيز، الذي خسر بطولة كأس الخليج ٢٢ بالرياض، حيث صرح إعلاميا بأنه (محارب) من قبل الإعلام رغم نتائجه المميزة خلال الفترة التي تولى فيها تدريب المنتخب السعودي، واستطاع الصعود به لنهائي كأس آسيا في أستراليا وهو إنجاز سبق وان تحقق، ولكن في ظل الأوضاع الحالية للكرة السعودية يعتبر جيدا خاصة أن الكرة السعودية تشهد تراجعا كبيرا خاصة على مستوى المنتخبات السنية والمنتخب السعودي الأول! جيل كريري أمام تحدٍ كبير! يواجه المنتخب السعودي الأول بقيادة اللاعب الخبير سعود كريري تحديا كبيرا لأجل العودة للواجهة من جديد، والحفاظ على الإرث الآسيوي والمخزون الكبير الذي يمتلكه في هذه البطولة من أرض أستراليا في مشاركته التاسعة، والصعود للمباراة النهائية للمرة السابعة في تاريخه، خاصة في ظل الإمكانات المتاحة للفريق حاليا مع مدرب جديد وخبير وإدارة مشرفة كلها حماس وشوق ومسؤولين يتابعون أولا بأول، كما أن هذه البطولة فرصة للاتحاد السعودي برئاسة أحمد عيد لإعادة ثقة الشارع الرياضي بها من خلال تقديم مستويات مميزة والوصول على أقل تقدير للنهائي ومحاولة تحقيق اللقب! استطلعنا رأي الخبراء والمحللين حول مشاركة المنتخب بكأس آسيا ٢٠١٥ بأستراليا في ظل حالة الغضب واليأس والإحباط من المستويات والنتائج الأخيرة للأخضر فماذا قالوا؟!! الدبيخي: مدرب لن يحقق شيئا اللاعب الدولي السابق والناقد الرياضي حاليا حمد الدبيخي يقول: البيئة سابقا كانت جيدة لتحقيق إنجاز، ولكن بعد كارثة ٢٠١١م في الدوحة أصبحت الأمور محبطة، المنتخب السعودي يعاني من قلة الدعم خاصة من قبل الإعلام (الموالي للأندية)، فهناك صراع كبير بين أنصار قطبي الرياض الهلال والنصر وأقصد بين الإعلاميين، كل يريد تسيير المنتخب لمصلحة ناديه وهذا ما أسقط المدرب السابق لوبيز، والذي أرى أنه كان جيدا، ولكنه سقط بعد الضغط الإعلامي الكبير، لذلك تحقيق الكأس صعب في ظل هذا الشكل الفني للمنتخب السعودي ولو وصلنا لدور الأربعة أعتقد سيكون الأمر جيدا. ويتابع بالنسبة لـ كوزمين لم يكن الخيار المناسب خاصة أنه معار، فأنت تحتاج للاستقرار الفني وهي مغامرة بطبيعة الحال، ولكن لا ندري لعله يحقق مفاجأة ويصل للنهائي، ويتغلب على أوضاعه، والجيل الحالي من اللاعبين لديهم مسؤولية كبيرة لانتشال الأخضر وإعادته لمنصة البطولات، وهم أهل لذلك متى ما وضعوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبارات شخصية ومكاسب ذاتية لهم. الزهراني: لا جديد عند كوزمين لاعب نادي النصر والمنتخب السعودي السابق والناقد الرياضي الحالي سعد الزهراني يقول: قد يقدم المنتخب مستويات جيدة؛ لأن المنافسة من النوع العالي وهي التي يكون اللاعب السعودي فيها في حالة تركيز عالية، كما حدث في عام ٢٠٠٧م، وبالنسبة للمدرب أي مدرب لا يمكن أن يتحمل أي نتائج في فترة قصيرة سواء كانت إيجابية أو سلبية، وكوزمين لن ينهج أسلوبا جديدا فأسلوبه مشابه إلى حد كبير، لأسلوب لوبيز تحفظ دفاعي أكثر، المهم أن يختار التوليفة المناسبة، ولعل عودة الشهراني وحسن معاذ مكسب بعد أن افتقدناهم في كأس الخليج، وهو قد يساعد في تحسين الشكل الجماعي للفريق، وأتوقع أن نعبر للدور الثاني، وما يلي ذلك سيتحدد حسب من سنواجه في دور الأربعة من المنافسين على البطولة.