يبدو أننا أمام قضية تلويث بيئي شبيهة بتلوث بحيرة مسك جدة الشهيرة، ولكن هذه المرة في الجنوب، حيث يشكو السكان المجاورون لسد بيشة من تصريف بعض مياه الصرف الصحي لمنطقة عسير في الوديان التي تصب في بحيرة السد! يفترض بتصريف مياه الصرف أن تصب في صحراء شرق بيشة بعد معالجتها كيميائيا؛ لتسهم في تخضير وتشجير الصحراء عبر أنابيب تمد خصيصا لذلك، لكن هناك من رأى أن إطلاق مياه الصرف في الأودية أسهل عملا وأوفر جهدا، دون إدراك أو ربما اكتراث للضرر البيئي الذي يسببه ذلك لمياه سد بيشة الذي تعتمد عليه حياة أهالي بيشة في ري مزارعهم وسقيا ثرواتهم الحيوانية! ما لفت انتباهي أن هناك تقريرا مختبريا يحمل توقيع مدير الشؤون الصحية بمحافظة بيشة بتاريخ ١٠/١١/١٤٣٤هـ (أحتفظ بنسخة منه) موجه لكل من محافظ بيشة، ووكيل وزارة الصحة للصحة العامة، ومدير عام الزراعة، وكذلك مدير عام فرع وزارة المياه بالمحافظة، يفيد بأن نتائج فحوص عينات المياه في وادي بيشة وسد الملك فهد وبحيرة الآبار تحت السد أظهرت أنها غير صالحة كيميائيا وجرثوميا، ورغم ذلك لم يحرك أحد ساكنا لإيقاف أسباب التلوث والعمل على تصريف مياه الصرف الصحي المعالجة في الصحراء بدلا من مجاري الأودية! أضع الأمر بين يدي وزير المياه لطمأنة سكان المحافظة، آملا ألا يطمئن تماما للتقارير التي سيطلبها من الإدارة المحلية؛ لأن الجهة التي ستزوده بها قد تكون هي الخصم والحكم!. نقلا عن عكاظ