اختيار شريك الحياة مرحلة فاصلة في حياة كلا الجنسين؛ إلا أن هذه المرحلة دوماً ما تكتنفها بعض المخاوف والأمور، التي تستدعي القلق، لاسيما من قبل الفتاة التي تتساءل دوماً، هل هذا الشخص الجديد الذي ظهر في حياتها سيطابق المواصفات التي حلمت بها أم لا؟ وهل سيكون هو السند والملجأ الذي يمكنها الاعتماد عليه طيلة عمرها؟ وهل سيكون فعلاً هو مصدر سعادتها أم سيتغير مع الوقت؟ ومن أبرز الأمور التي تراود بعض النساء خوفهن من طبيعة الرجل وغريزته، حتى إن بعض النساء قد يخفن وينفرن؛ إذا أبدى الشريك بعض الملاحظات الإيحائية. الباحث والمستشار الأسري شاهين عبدالعزيز يُخبرنا في السطور التالية حول هذه الإشكالية: بداية يقول شاهين: «غالباً ما يكون السبب في المخاوف السلبية لدى الفتيات أو النساء عند اختيار واختبار شريك حياتهن المتوقع هو الموروثات الخرافية، والصور الذهنية المزيفة للواقع الفطري؛ إذ تصدق الفتاة ما أوهمها به المحيطون بها بأن الرجال حيوانات وذئاب بشرية تريدها لجسدها فقط، وتعتقد بأن الغريزة لدى الرجل نقص في تكوينه، وبذلك تكون قد قتلت في نفسها عبر ظنون وقناعات كاذبة السبب الفطري الحلال الأهم لسعي الرجل إليها وسر وجودها؛ لذلك قد تنفر وترفض وتفشل في الاقتران بزوج؛ لأن الزوج العفيف الذي تنتظره اتضح أنه لا يختلف عن بقية الرجال الأصحاء، الذين يمتلكون غريزة كما تمتلك هي الأخرى». ويضيف عبدالعزيز: «على الفتاة أن تُراجع أفكارها، وتعلم أن مهمتها ليست الخروج بحثاً عن زوج، لكن دورها الحقيقي هو إصلاح ذاتها وأفكارها ومعتقداتها، والاستعداد نفسياً للزوج المخلوق من نفسها أصلاً، وأن تدرك أن أحد أهم أسباب جعل الرجل نشيطاً في السعي إليها وطلبها للزواج هو الغريزة الفطرية التي غرسها الله فيه، وهي التي تدفعه بحثاً عن الأنثى التي ترضي غريزته بالطريقة التي ترضي الله فقط، وهي الزواج ودخول البيوت من الأبواب».