شهدت العاصمة الرياض الأسبوعين الماضيين ثلاثة احتفالات مميزة لتقدير المتميزين في المجالات التنموية والاجتماعية والتربوية، فالحفل الأول كان حفل جائزة الأميرة صيتة للتميز في العمل الاجتماعي والذي تم خلاله تكريم ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز بعض السيدات السعوديات العاملات في المشاريع البسيطة، وكذلك تكريم بعض الجمعيات النسائية الخيرية لتميزها في مشاريعها الإنسانية ودراساتها الأسرية مثل «جمعية مودة للحد من الطلاق» «وجمعية النهضة النسائية. فهذه الجائزة التي تعتبر تجسيداً لذكرى الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز - رحمها الله - حيث كانت ولأكثر من خمسين عاماً منبعاً للخير والعطاء خلال حياتها وبعد مماتها، ونموذجاً نسائياً مُشرّفاً للوطن أتمنى تكراره سواء لدعم السيدات البسيطات في مشاريعهن، أو لتشجيع الدراسات الإنسانية الهادفة لخدمة الوطن، أو لدعم المبادرات الحكومية والأهلية لتنطلق من المجتمع المحلي إلى الدولي، أو دعم العاملين المتميزين في القطاعات الحكومية والأهلية بناءً على إنجازاتهم الوظيفية، بدلاً من التجاهل لعطاءاتهم المميزة حتى يتفاجأوا بمناسبة تكريمهم لتقاعدهم فقط! وهذا مما يتسبب في الإحباطات المستمرة لهم خلال مشوارهم الوظيفي، والإخفاقات التالية وعدم الإبداع والتميّز الذي لا يتضرر منه إلا الجهة نفسها والمواطنون المراجعون لها! وهذا ما حاولت معالجته وزارة التربية والتعليم في حفلها الثلاثاء الماضي في تكريمها للمتميزين من منسوبيها (معلمين ومعلمات) بجوائز مالية وعينية تقديراً لجهودهم وتميزهم التربوي! فهذا الحفل الثاني من جهة حكومية تعاني من العديد من الهموم التربوية والتعليمية خاصة فيما يتعلَّق (بقضايا نقل المعلمات، والإجازات، والمناهج) استنكره الكثير من منسوبي الوزارة نفسها واعتبروه هدراً لحقوقهم المالية التي يطالبون بها لتحسين مستوياتهم الوظيفية، ولحقوق معلمات المناطق النائية في النقل المناسب لكرامتهن ودورهن التربوي، وإهداراً أيضاً لحاجة الطلاب لمبان مدرسية آمنة تحتضن قدراتهم وتبرز مواهبهم، وإهداراً لحقوق المعلمين في بيئة صفية تشعرهم بالأمان وتدفعهم للإنجاز التربوي بدون إهدار أو تمييز! ولكن لننظر للاحتفال من الجانب الإيجابي بأن وزارة التربية والتعليم على الرغم من التحديات التي تواجهها إلا أنها لم تتجاهل منسوبيها المتميزين كغيرها من الوزارات الأخرى! وكنت جائزة الملك خالد الخيرية مسك الختام لبناء الإنسان وتنمية المجتمع لدعمها الأعمال الخيرية والاجتماعية ودعم العمل المؤسسي، وترسيخاً لحديث رسولنا الكريم (من لا يشكر الناس لا يشكر الله).