رسمياً المرأة السعودية ممثلة في الوسط الفروسي من خلال مشاركتها في التشكيل الإداري في الاتحادالسعودي للفروسية منذ عدة سنوات ، لكن فعلياً لايبدو أن الأمر يسيد على النحو المرضي ، فإنه ورغم اعتراف اتحاد الفروسية بممارسة المرأة السعودية لهذه الرياضة ومنحها فرصةً مهمة منذ أكثر من خمسة أعوام إلا أنه لا جديد طرأ على وضع الفروسية النسائية في المملكة ، فهل عجزت المرأة السعودية عن تمثيل نفسها في الوسط الفروسي وإثبات استحقاقها للفرصة التي منحها إياها الاتحاد؟ قد يأتي من يعزي هذا الخلل الواضح إلى طبيعة المرأة ويشكك في قدرتها على تحمل صعوبات هذه الرياضة ، في المقابل فإن الواقع يتحدث عن الإنجازات المذهلة التي حققتها المرأة في هذه الرياضة على المستوى العالمي ،فنجد أن المرأة عنصراً أساسياً في أقوى الفرق العالمية وهناك فارسات يمتلكن أسماءً مُدوّية يحسب لها الوسط الفروسي ألف حساب ، كما أن وجود الأميرة هيا بنت الحسين في رئاسة الاتحاد الدولي للفروسية مع ماحققته من إنجازات غير مسبوقة دليلاً قاطعاً على قدرة المرأة العربية على خوض المنافساة بل والتصدر بجدارة في الوسط الفروسي وتمثيلها لنفسها بالشكل اللائق ، بالتالي فإن أي عذرٍ بعد ذلك كله ليس سوى تبرير غير مقبول لتقصير غير مُبرر ، وأي مقارنة بسيطة يمكنها أن تُبرز المشكلة بوضوح ، فإنه وإن قام الاتحاد بمنح الفُرص فهو لا يضمن استغلالها بالشكل الأمثل ، ومادامت المرأة لم تؤمن بأهدافها فلن يؤمن بها أحد . الواقع الفروسي للمرأة السعودية مخيب للأمل ، والوضع الراهن لا يعد بما هو أفضل ، ففي النهاية إن مجرد حصولك على فرصة لا يُعتبر بحد ذاته إنجازاً مادمت لم تقم باستغلالها كما يجب .