ظلوا طوال تاريخهم يمارسون الإقصاء كسياسة ويعتنقونة كمنهج للوصول لمآربهم ونجحوا في سياستهم تلك في إضعاف جميع منافسيهم وخاصة جارهم اللدود .. وفي تطور مفاجيء تحول الإقصاء إلى إلغاء .. فماهي أسباب هذه النقلة الفجائية في سياستهم !! قد يعتقد البعض أن الإقصاء والإلغاء متشابهين ومتقارين ولكن في الحقيقة الفرق بينهما كبير جدا.. فالفرق بين الإقصاء والإلغاء يشبه تمام الفرق بين عقوبتي السجن المؤبد والإعدام .. فالسجن يبعد الشخص عن المجتمع ويحرمه من المشاركة فيه .. أما الإعدام فهو يعني إنهاء حياة هذا الشحص أو الكيان تماما للتخلص من وجوده سياسة الإقصاء وممارستها دليل على قوة النفوذ والسيطرة لأنه لا يمكنك إقصاء أحد إلا إذا كنت تملك نفوذا .. أما الإلغاء والمطالبة به فهو دليل على الكراهية والحقد الشديد لدرجة عدم تحمل مجرد فكرة وجود هذا الشخص أو الكيان وتتمنى فناءه . الإقصاء كان يساعدهم في إبعاد منافسيهم عن البطولات وكانت صور الإقصاء تتمثل في إبعاد منسوبي منافسيهم عن المناصب الإدارية وإبعاد لاعبيهم عن المنتخبات وإبعاد إعلامييهم عن منافذ الإعلام المتاحة فتخلو لهم بذلك الساحة للسيطرة على مقاليد كل المنظومة الكروية مما يسهل عليهم الحصول على البطولات والإنجازات وإبعاد منافسيهم عنها .. ونجحوا في سياستهم تلك لما يقارب العقدين الى أن تغيرت المعايير فالإنضمام للمنتخب لم يعد يمثل قيمة مع تردي نتائجه .. والمناصب الإدارية والإعلامية أيضا تقلصت أهميتها بظهور وسائل التواصل الإجتماعي الحديثة . ومع أول نجاح لجارهم اللدود في حصد بطولتين مهمتين تأكد لهم أن سياسة الإقصاء تلك لم تعد مجدية فأسقط في أيديهم فجنحوا فورا للمطالبة بالإلغاء دون توضيح مبررات تلك المطالبة الباكية الحانقة . الرمية الأخيرة :- ممارساتهم الإقصائية نجحت في إبعاد الجار عن تحقيق البطولات لسنوات وعندما نجح الجار في حصد البطولات مرة أخرى أشار لهم بحركة دق الخشوم كرسالة واضحة معناها حققنا البطولات غصبا بالرغم من محاولاتكم الإقصائية البغيضة .. فكانت النتيجة أن طالبوا فورا بالإلغاء ..ألم تلاحظوا أن غضبهم كان عارما من حركة دق الخشوم التي هدمت إمبراطوريتهم الإقصائية فأجبرتهم على إظهار كراهيتهم علنا في شكل المطالبة بالغاء النصر .