يعتقد هنري كيسنجر مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق أن نُذُر الحرب العالمية الثالثة تلوح في الأفق، وأن طرفيها هما الولايات المتحدة من جهة، والصين وروسيا وإيران من جهة أخرى. وأوضح الثعلب العجوز أنَّ ما يجري الآن هو تمهيد لهذه الحرب التي ستكون شديدة القسوة، بحيث لا يخرج منها سوى منتصر واحد هو الولايات المتحدة من وجهة نظره. وأضاف كيسنجر: «إنَّ إدراك الاتحاد الأوروبي لحقيقة المواجهة العسكرية المحتومة بين أمريكا وكل من روسيا والصين المتباهيتين بقوتهما، دفعه للمسارعة بالتوحُّد في كيان واحد متماسك قوي». ويؤكد الداهية العجوز أنّ الولايات المتحدة تملك أكبر ترسانة سلاح في العالم، ولا يعرف عنها الآخرون شيئًا، وسوف تُعرض أمام العالم في الوقت المناسب. وفي المقابل، صادق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة 26 ديسمبر الماضي على الصيغة الجديدة للعقيدة العسكرية الروسية، والتي بُنيت لمواجهة 14 خطرًا خارجيًّا كما يراها بوتين، ومنها حشد القدرات العسكرية للناتو، وإقامة ونشر منظومة الدفاع الصاروخي في أوروبا، والتي تقوض الاستقرار العالمي، وتنتهك ميزان القوة الصاروخية والنووية القائم، وتحقيق عقيدة «الضربة العالمية»، والسعي إلى نصب الأسلحة في الفضاء، وأيضًا نشر منظومات أسلحة إستراتيجية غير نووية فائقة الدقة. ومن أخطرها العمل على زعزعة الاستقرار الداخلي في روسيا. بيد أن أخطر ما تضمنته الوثيقة استخدام روسيا للسلاح النووي لدى استهدافها بأسلحة تقليدية في حال هدد ذلك وجود الدولة. وكأن العالم يشتكي نقصًا في كمية التوتر، أو عدد القتلى يوميًّا، أو حجم التدمير، أو غيرها من المنغصات المفزعات التي لم تترك للحياة طعمًا، ولا للسعادة بابًا، ولا للعاقل مفرًّا. كل هذا العبث والجنون لم يعد كافيًا حتى يحيله إلى كوكب محروق، وعالم مدمر. وعندما يثير كيسنجر هذه المخاوف، فإنه يجدر بالآخرين الإنصات والاستماع؛ لأنه حتمًا يقرأ ما خلف السطور، وما تحت السطور، ويعلم عن الأسلحة الرهيبة التي هي في المخزون. وعندما يحل على الولايات المتحدة رئيس جديد بعد عامين ينتمي إلى الحزب الجمهوري غالبًا، فلربما كان علينا انتظار تحقق نبوءة هذا الجمهوري الداهية العجوز. Salem_sahab@hotmail.com salem_sahab@hotmail.com