×
محافظة المنطقة الشرقية

برامج جماهيرية بمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية

صورة الخبر

أشعر أن عام 2015 سيكون له نصيب من (الجنانوة) جمع جني. وهذا النصيب، كالعادة، سنجده في رأس أحد الفاسدين أو المعتدين على الحق العام، سواء أكان هذا الحق العام مالا أو أرضا أو وظائف كبرى غير مستحقة لهذا أو ذاك من الأقارب والأنساب ومن لف لفهم واهتدى بهداهم، الذي هو أبعد ما يكون عن الهداية إلى الصراط المستقيم، الذي لا يعرف غير استقامة الضمير وتحمل الأمانة. والضمير، بالمناسبة كما في بعض المرويات، سبق الوجود، لكنه بقي مستترا مثله مثل جني القاضي وجني السيول وجني العنف المرتكب ضد الأطفال. ولذلك تجد الناس، بكثرة هنا وقلة هناك، يقتلون ويسرقون ويوزعون صكوك غفرانهم وجحيمهم على هواهم. وإذا قيل لهم ما لكم كيف تفعلون أو تقولون أو تحكمون قالوا إنما نحن مصابون بالمس لا نعرف ولا نعقل تصرفاتنا. وبالتالي يذهبون إلى بيوتهم ومخادعهم و(رفاهياتهم) غير عابئين بعقاب الدنيا والآخرة، ولا معنيين بالناس وضمائرهم التي ما تزال تعيش في أوهامها وصلاحها. إذن متى فتشت عن جني في رأس مسؤول فتش، أيضا، عن الضمير فإن وجدته فاسدا فليس صاحبك بمجنون، بل هو مدعي جنون ومحتال يريد أن يهرب من حصحصة الحق واستحقاقات المحاسبة والعقاب. ولذلك أنا أبشر هنا بظهور عدد من (الجنانوة) في سنتنا الجديدة لأن حبل الفساد على غاربه ولأن (نزاهة) لم تفتح بعد مصحة نفسية تكشف فيها عن صدق المجانين من كذبهم. وهي لن تفعل ذلك لأن من يقرر جنوني وجنونك المستشفيات ومن يحكم لنا أو علينا القضاء. أي أن (نزاهة) ليست جهة اختصاص لما هو فوق العادة. والمجانين أشخاص فوق العادة يهذرون ويزيدون ويعيدون ويحجبون، بسلطة الجن العابث في رؤوسهم، أي مستمسك يدينهم ليردوا ما سرقوه أو نهبوه أو سلبوه من نفوس الآخرين وكراماتهم بعد أن اعتدوا عليهم لضعفهم أو براءتهم. وما دام الأمر كذلك، أي ما دامت نزاهة لا تتعامل إلا مع العقل ومدلولاته، فلن يفقد (الجنانوة) قيمتهم في أي حين، خاصة وأنهم حظوا بقبول اجتماعي كبير ووجدوا من يدافع عن حضورهم الكبير والميمون في حياتنا وقضايانا. وتبعا لهذا الحضور وهذا القبول فقد جاز لي هذا الدعاء: اللهم ارزقني هذه السنة بأرض مساحتها مليون متر وبجني يتلبسني إلى أن أبيعها و(أزرط) ثمنها بردا وسلاما على ذمتي وبطني!!