بقلم : سعد الدوسري لقد نجح برنامج الملك عبد الله للابتعاث الخارجي نجاحاً مميزاً، مما أثار حفيظة أولئك الذين ربطوا وجودهم ومصيرهم بحجم تخلف المعرفة لدى الشباب وعزلتهم عن ثقافات العالم. ولم يقتصر البرنامج على التعليم، بل تعداه إلى التوظيف، لنجد الوزارة تحتفل في نهاية كل عام بالخريجات والخريجين، في مقار بعثاتهم، بحضور ممثلين من كبريات الشركات المحلية، النفطية والهندسية والتقنية والمالية. المطلوب من الدكتور خالد السبتي، وزير التعليم العالي، أن يواصل ويكرس هذه النجاحات، وأن يضع للبرنامج اهتماماً خاصاً، وذلك بأن يستهل فترته الوزارية بزيارة طالباتنا وطلبتنا المبتعثين، والوقوف بنفسه على آلية متابعة شؤونهم الدراسية والحياتية والمالية، وألا يجعل بينهم وبينه أيَّ وسيط؛ فليستمع مباشرة لما يقولونه من سلبيات وإيجابيات، وليحاول بكل معطيات الوزارة أن يرفع من مستوى الخدمات المقدمة لهذه الشريحة المهمة من بناتنا وأبنائنا، وألاّ يلتفت لكل من يحاول أن يقلل من شأن مخرجات البرنامج، أو من أهميتها في دفع حركة التنمية الوطنية إلى الأمام. إن الاحتياجات الرئيسة للمبتعثين والمبتعثات تتسع لتشمل المخصصات المالية والمتابعة الأكاديمية والدعم النفسي والإداري والقانوني، وتلبية هذه الاحتياجات بالشكل المطلوب، سيكون من شأنه كسر حواجز الغربة والوحدة، وتحويل هذه التجربة الشاقة إلى تجربة أخف وطأة وأقل مرارة وأكثر تحدياً وإنتاجيةً. والمحصلة النهائية لن تعود بالنفع على المبتعث وحده، بل على الوطن بأكمله، وهذا ما قد يغفل عنه معظم المعنيين بمتابعة أحوال مبتعثينا. نقلا عن الجزيرة