في بداية جميع العلاقات هناك عدة أمور تثير قلق الطرفين فيما يخص القادم من حياتهما معاً، كالأمور المادية وطريقة التكيف مع حياة كل منهما والاختلافات بينهما، كما يعد الانجذاب العاطفي أو الجسدي والعديد من الأمور، التي تزداد أو تقل تبعاً لما يحدث من تطورات فيما بينهما من أهم الأمور التي تشغل بال كلا الشريكين قبل الزواج. المستشارة الأسرية أسماء حفظي تحدثنا في السطور التالية عن الانجذاب العاطفي والجسدي بين الطرفين: بداية تقول أسماء: "نستطيع الحديث عن سر انجذابنا لأشخاص دون غيرهم، وهنا أقصد الانجذاب العاطفي، أي الميل الجسدي للطرف الآخر، فالسر يكمن في ما يسمى بـ"الفيرمونات"، التي يطلق عليها عطر الجاذبية الشخصية عديم الرائحة، ، وهي أم الهرمونات، وقد أوضح العلماء أن "الفيرمونات" مواد كيميائية متطايرة تفرزها أجسام البشر والحيوانات وتنتقل في الجو وتتميز برائحتها الخاصة، فهي كالروائح يفرزها جسم الإنسان فتتطاير وتؤثر على الأشخاص، وهذا يعني أنها مواد تركيبتها كيميائية وتوجد ضمن عرق جسم الإنسان"، فالفرمونات لا رائحة لها وليست عطراً ولكنها تؤثر على الانسان بشكل كبير. ويتم انتقاء الفيرومونات الطبيعية من قبل الجهاز vomeronasal، وهو بدوره يرسل رسائل إلى الدماغ فيؤثر على مكان يطلق عليه المهاد أو hypothalamus وهوالمسؤول عن العاطفة في دماغ الانسان كما يستثير بعض مراكز العواطف الأخرى، وعندها يتم دفع مستوى الجذب إلى أعلى المستويات، ومن ثم يؤدي إلى زيادة مستوى الثقة والسعادة، ويرفع معدل الجاذبية والرغبة بين المحبين. وتضيف حفظي: "الانجذاب الجسدي جزء لا يتجزأ من الانجذاب العاطفي، فلا يمكن أن يحدث انجذاب جسدي دون انجذاب عاطفي مسبق، والعلاقة الحميمة من درجات الحب أو العاطفة، وهنا تلعب "الفيرمونات" دوراً هاماًفي تحفيز الرغبة وتجديدها بعد خمولها". ومن هنا تتأتى لنا عظمة الخالق في التوافق بين المخلوقات والأسرار في الانجذاب على مختلف أشكاله وفقاً لجميع الحواس حتى نصل إلى أقصى درجات السعادة والتكامل فى العلاقات بين البشر عامة وبين الذكر والأنثى خاصة.