×
محافظة المنطقة الشرقية

7 آلاف أسرة في عنق داعمي الجمعية ومراجعة مستمرة لخط الفقر

صورة الخبر

هناك مثل يقول: "اعمل الخير وارمه في البحر"، وذلك في تعبير عن أهمية أن يفعل الإنسان الخير دون أن يتوقع منه مردودا شخصيا، وهو نمط عمل اجتماعي اعتاد على أن يروج له في المجتمعات المختلفة. فنجد أن هناك من يتبرع بماله دون أن يعلن ذلك في سعيه لمرضاة الله وحده، وذلك على أنه إنسان خير في مجتمع فيه أهل حاجة، وهناك من يقدم المساعدة لصديق أو قريب بتوفير الدعم المعنوي أو الجسدي من منطلق إنسانيته وحرصه على فعل الخير ومساندة أقاربه وذويه. ولكن ماذا لو قلت لك إن فعل الخير ليس دائما أمرا مستحبا؟ ربما ستتهمني بالأنانية وعدم الاهتمام بالمجتمع والمحيط، غير أني وعلى الرغم من قناعتي بأهمية فعل الخير إلا أن ما نسمعه ونعيشه من مواقف غير محمودة لأشخاص قاموا بفعل الخير لمن لا يستحقونه أو قاموا بتقديم الدعم لتدور الأيام عليهم وينقلب عليهم ذلك الفعل بشكل سلبي، يدفعني للقول إن النية السليمة والقلب النابض بالإنسانية قد يضع البعض في مواقف قد لا تحمد عقباها، فكم من إنسان قام بمحاولة إصلاح ذات البين ودفع غاليا من التشكيك في نواياه وأغراضه، وكم من إنسان قام بدفع كفالة مدين فوجد نفسه مطالبا بسداد دين لم يكن في يوم عليه، وكم من متبرع وجد ماله في يد انتهازي أو مدمن مخدرات أو ممول لأعمال تخريبية. بطبيعة الحال هذه ليست دعوة إلى التوقف عن عمل الخير أو الحرص عليه، بل هي دعوة كي ينتبه كل إنسان قبل أن يقوم بما يعتقد أنه عمل سيوزن في ميزان حسناته وهو في الحقيقة يرمي بنفسه إلى التهلكة، فالتروي والتفكير وتحليل الأمور بشكل منطقي وعقلاني يجب على كل إنسان أن يضعها في الحسبان قبل الانجراف خلف دموع التماسيح أو عبارات التهييج العاطفي أو دعوات المساعدة التي كثير منها ما هي إلا عمليات تضليل تستغل سذاجة البعض أو حماسهم أو عدم إدراكهم بحقيقة الأمور وفظاعتها. لقد شرعت الدولة منذ سنوات قوانين واضحة في طريقة جمع التبرعات وتوزيعها، إيمانا منها بأن النوايا وحدها لا تعني تحقيق المصالح والمنافع، فوضعت مؤسسات خاضعة للرقابة وكلفت أناسا معروفا عنهم حسن الإدارة والإدراك بأوجه الصرف الصحيحة والطرق المثلى لإيصاله تلك التبرعات المالية والعينية، وعليه فإن الإنسان منا عليه أن يضع تشريعات واضحة في ذهنه ركيزتها التفكير والتحليل المتجرد وحساب المخاطر والمنافع قبل أن ينجرف، فعمل الخير قد يرمي بصاحبه في بحر هائج الأمواج لا أمان فيه أو مستقر.