×
محافظة جازان

4.750.000 ريال إيرادات مهرجان البن الثاني في جبال جازان

صورة الخبر

في لحظة صفاء مع النفس قال الروائي الجميل واسيني الأعرج: "الخرابُ قد يقودنا أحياناً إلى معرفة أنفسنا بعُمْقٍ أكثر.". تلك الجملة الموغلة في الواقعية هي أول تصور طرأ في ذهني لتقريب الحالة التي نمر نحن ويمر بها مجتمعنا الرياضي في الاعوام الأخيرة، ولأكون أكثر صراحة سأوضح أنني تذكرت تلك المقولة بعيد حادثة الاشتباك اللفظي بين مهاجم المنتخب السعودي ناصر الشمراني والمشجع المتعصب التي وقعت بين شوطي المباراة الودية التي جمعت "الأخضر" بالمنتخب البحريني وانتهت أحداثها برباعية للأخير. فطريقة تناول المجتمع الرياضي السعودي للواقعة تكشف الحال وتعريه؛ ليصبح جاهزاً لمبضع الجراح إن كان حريصاً على علاج الأمر، لأن هذا هو واقعنا الحقيقي ومن العيب أن نهرب منه بدلاً من مواجهته، فالذي حدث من الجماهير الرياضية بين هجوم على الشمراني ودفاع عنه يشبه كثيراً ما تبع حادثة اعتداء عمر هوساوي على موظف الخطوط السعودية وصعود محمد نور للمدرجات واشتباكه مع الجماهير وضرب إداري أحد الأندية لأحد جماهير ناديه بعد خسارة فريقه بالخمسة، التشبيه هنا في تنافر الأقطاب وتعاكسها في المطالبات، والأمر الأشد إيلاماً وأظنه مكمن الورم الخبيث هو تفاوت الآراء وفق العواطف ومصالح أندية اللاعبين فالذين دافعوا عن فعل خاطئ واستماتوا لإيجاد المبررات له في موقف ما، هم أنفسهم من قاتلوا بشراسة لإدانة الفعل ذاته في حالات أخرى، وبالتالي أصبحوا متناقضين ولا يمكن الأخذ بآرائهم ولا الثقة فيما يقولون لأنهم باختصار عاطفيون وآراؤهم تبنى على العواطف كما يقول المثل الشعبي "اليا حبتك عيني.. ما ضامك الدهر" فكيف سيكون الحال إذا لم تحبك عينه. تماماً كما حدث في موضوعي سالم الدوسري وابراهيم غالب واعتذارهما في مرات سابقة عن تمثيل المنتخب بسبب الإصابة. تشبيه حالة الشمراني بالحالات السابقة ذكرته لسبب واحد فقط وهو إيضاح الفكرة لتصل للغيورين والحريصين على محاربة وباء التعصب، وإلا فالفرق كبير بين حادثة وقعت للاعب وهو يخدم الوطن ويمثل المنتخب وحادثة أخرى وقعت للاعب وهو يمثل ناديه، وهذا الفرق تحديداً أعتبره شخصياً جرس إنذار بل وخارطة طريق إلى ما سيقودنا له التعصب إن وقفنا متفرجين ولم نتصدَ للأمر جميعاً لما فيه مصلحة الكرة السعودية. فتثقيف اللاعب والمشجع ليعرفوا حقوقهم وواجباتهم يعد أمراً مهماً والأهم هو حماية لاعبينا من هواة البلبلة ومحترفي العويل وتضخيم الأمور لتحقيق مآرب شخصية. دقيقة أعرف أن الرهان على أمر مستقبلي يعد أمراً مبالغاً فيه، ومع ذلك أراهن أن "الشلة" إياها سيوجدون موضوعاً جديداً في الأيام المقبلة ليهاجموا فيه الشمراني، ومن هنا أوجه رسالتي له، حافظ على رباطة جأشك وادفع ضريبة شهرتك وتفوق ناديك بالسكوت وعدم الرد على شخبطات الصغار وكلمات المتعصبين، حتى لا تمنحهم الفرصة للنيل منك. ثانية "الكذب لا يخفي الحقيقة.. بل يؤجل انكشافها فقط".