أكدت حنان ناصر النويصر مديرة قسم الحوالات السريعة في البنك السعودي للاستثمار ازدياد فرص العمل للسيّدات بقطاع الأعمال بالمملكة في السنوات القليلة الماضية، خاصة في مجال العمل المصرفي، مُرجعة السبب إلى دعم الدولة وتوجيهاتها لقطاع الأعمال برفع وتيرة إشراك المرأة السعودية في الحراك الاقتصادي، وأهمية الاستفادة من الكفاءات والكوادر المؤهلة للعمل في التنمية والتطور. وقالت النويصر إن البنوك والشركات باتت مقتنعة الآن بضرورة دعم وتشجيع الكفاءات النسائية لمقابلة الطلب المتنامي على المنتجات المقدمة إلى النساء، حيث يُعد العنصر النسائي هو الخيار المفضل لدى السيدات للتعامل والتعرف من خلالهن على ما تقدمه الشركة أو البنك من خدمات، بخلاف العنصر الرجالي. وقد ساعدت مخرجات التعليم والتطور الكبير الذي حصل في تعليم السيدات، في إعداد المرأة السعودية لسوق العمل بشكل جيد، ما أدى إلى التوسع في قبول العنصر النسائي بالكثير من قطاعات العمل المختلفة، وفي مقدمتها القطاع المصرفي الذي بات يضم العديد من الكوادر النسائية المؤهلة. وبمرور الوقت بات للمرأة السعودية أيضاً تأثير واضح في وتيرة العمل في القطاع المصرفي، بعد أن نجحت بتقلد دور بارز على صعيد التطوير ورفع كفاءة جودة الخدمة المقدمة من المصارف إلى شريحة النساء بالمملكة، مشيرة إلى أن البنوك أصبحت تمتلك قيادات مصرفية من النساء ممن أثبتن كفاءتهن ووصلن إلى أعلى المناصب، ما يجعل المستقبل مبشراً بالكثير من النجاح للمرأة السعودية في هذا القطاع الحيوي. الصعوبات.. بوابة النجاح وعن تجربتها الخاصة في العمل بقطاع المصارف تشير حنان النويصر إلى إيمانها بأن كل نجاح لابد أن تسبقه الصعوبات التي تعتبرها فرصاً لإثبات الذات والقدرة على النجاح وليست عوائق، لافتة إلى أنها التحقت بالعمل المصرفي عام 2002م بوظيفة في قطاع خدمة العملاء، ثم تدرجت بالسلم الوظيفي حتى أصبحت مديرة علاقات العملاء، وفي عام 2008م وضمن استراتيجية البنك السعودي للاستثمار الخاصة بدعم المرأة السعودية، ومنحها الفرصة لتكون عنصراً فعالاً في بناء مجتمعها ووطنها، كانت النويصر من أوائل السيدات اللاتي التحقن بفروع البنك لتواكب التطور السريع في أعماله المصرفية، وهي الآن تدير قسم الحوالات السريعة، ودعم العمليات للفروع إضافة إلى إدارة التدقيق المركزية. وترى النويصر أن نسبة العاملات في البنك السعودي للاستثمار تُعد جيدة حيث تبلغ أكثر من 15% من الوظائف في البنك، الذي يوفر للموظفات بيئة عمل صحية، أهلته لاحتلال المركز الأول في القطاعات المصرفية كأفضل بيئة عمل، كما يحرص دائماً على أن تكون تلك البيئة متفقة تماماً مع العادات والتقاليد الأصيلة للمجتمع السعودي، ما يجعل بيئة العمل بصفة عامة جاذبة ومطورة لقدرات المبدعات. وتثمن النويصر ما يحظى به القسم النسائي من إدارة البنك، خاصة ما يتعلق بالتطوير والتدريب حرصاً على تحقيق أعلى درجات الجودة والخدمة المميزة للعملاء، وكذلك حفظ حقوق المرأة العمالية بمنحها العضوية باللجان التابعة للبنك، ومن أهمها اللجنة العمالية التي تضطلع بدور كبير وإيجابي في تحسين وتطوير بيئة العمل، ومن خلالها شاركت النويصر في مناشط محلية ودولية تعرفت فيها عن كثب على تجارب الآخرين في إدارة سوق العمل، واطلعت على كثير من قصص النجاح كمقدمة لاستخلاص النتائج منها كي تكون عوناً على تطور العمل في البنك السعودي للاستثمار. وختمت النويصر بقولها إن المرأة السعودية سجلت حضوراً لافتاً في فترات زمنية من تاريخ بلادها، جيلاً بعد جيل، وحظيت في عهد الملك عبداله بن عبدالعزيز حفظه الله، بمكانة خاصة، حيث حصلت على العديد من الحقوق والمميزات، ووصلت الى أعلى المناصب في الدولة، فأصبحت عضواً في مجلس الشورى، ونائباً للوزير، وفي دائرة اتخاذ القرار بالعديد من المؤسسات الخاصة والعامة، ما يؤكد حرص القيادة -حفظها الله- على أهمية مواصلة الدور الريادي في أن تحظى المرأة السعودية بحقوقها كاملة، وأن تكون شريكة فعالة في البناء والتنمية.