أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الجيش السوري وفّر «خروجاً آمناً» خلال اليومين الماضيين لعشرات العائلات من مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة من الغوطة الشرقية في ريف دمشق. وذكرت الوكالة أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة قامت بتأمين خروج عشرات العائلات من مدينة دوما وبلدة زبدين بالغوطة الشرقية» التي تعتبر معقلاً لمقاتلي المعارضة في ريف دمشق، وهي محاصرة من القوات النظامية منذ أكثر من عام. وأشارت الوكالة إلى خروج 31 أسرة من دوما «ضمن مبادرة المصالحة الوطنية بالتعاون مع لجان شعبية من داخل مدينة دوما». وتتكون هذه الأسر من أطفال ونساء وكبار في السن «وبينهم العديد من المسلحين الذين سلّموا أنفسهم للجهات المختصة ليصار إلى تسوية أوضاعهم» وفق الوكالة. ولفتت الوكالة إلى أن الجيش سبق أن أمّن في التاسع من الشهر الجاري خروج 76 عائلة من دوما ضمت 322 شخصاً «بينهم عشرون مسلحاً سلموا أنفسهم مع أسلحتهم إلى الجهات المختصة». وذكرت «سانا» أن العائلات التي تم إجلاؤها «هربت من بطش وإرهاب» تنظيمات وصفتها بأنها «تكفيرية». وأوضحت أن العائلات الخارجة من دوما وصلت إلى «مركز الإقامة الموقتة في ضاحية قدسيا». وأوردت معلومات عن أن المركز «استقبل خلال الشهرين الماضيين 300 أسرة من قرى حوش نصري وحوش الضواهرة وحوش الفارة والريحان والنشابية والمليحة وزبدين وعربين وسقبا وكفربطنا ودوما منهم 185 أسرة تقيم حالياً بالمركز عدا الأسر التي وصلت اليوم (أمس)». ونقلت الوكالة عن الشيخ جمال بركات الذي وُصف بأنه «عضو لجنة العشائر السورية للمصالحة الوطنية»، أنه تم أمس «إخراج 40 شخصاً من أهالي بلدة زبدين في الطرف الجنوبي من الغوطة من كبار السن والأطفال والنساء وهم في أوضاع إنسانية صعبة»، مضيفاً أن هؤلاء نُقلوا إلى أحد مشافي مدينة جرمانا «لتلقي العلاج». وأكد ناشط من دوما عرّف عن نفسه باسم سعيد البطل، لوكالة «فرانس برس» في بيروت عبر الإنترنت، عمليات الإجلاء، إلا أنه حذّر من «أن الكثير من المحاصرين يخشون تجنيدهم في صفوف الميليشيات الموالية للنظام أو تعرضهم لمكائد». وأشار الناشط إلى أن «قسماً من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم منذ نحو شهر ونصف الشهر ما زال موقوفاً حتى الآن»، مضيفاً: «تسري إشاعات مفادها أن الخارجين (الذكور) سيتم تجنيدهم». وتعاني دوما وغيرها من مدن الغوطة الشرقية المحاصرة وبلداتها من القوات النظامية منذ أكثر من سنة من نقص شديد في المواد الغذائية والأساسية والطبية. وتوفي العشرات في هذه المنطقة خلال الأشهر الأخيرة جوعاً أو بسبب عدم توافر الأدوية اللازمة. وتحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية منذ سنة ونصف السنة. وقد أحرزت تقدماً على الأرض خلال الشهرين الماضيين في محيط العاصمة على حساب مواقع للمعارضة المسلحة.