×
محافظة المدينة المنورة

خطيب المدينة المنورة: من خطورة الابتداع في الدين الاحتفال بذكرى مولد النبي (فيديو)

صورة الخبر

يوسف القبلان حيث إن موضوع غطاء وجه المرأة قضية خلافية فلماذا يصر البعض على التهويل والتحريم؟ ولماذا يربط البعض غطاء وجه المرأة بالأخلاق؟ إن كون هذه القضية قضية خلافية يجعلها خاضعة للعادات والحرية الشخصية. وما يدفعني للمشاركة في هذه القضية هو أن بعضنا يربط غطاء وجه المرأة بالأخلاق، ويصور تخلي المرأة عن هذا الغطاء بأنه باب للفساد وانهيار الأمة. هذا المعيار في اصدار الأحكام هو معيار يقيم الانسان بمظهره وليس بسلوكه. المرأة المسلمة (بغطاء وجه وبدونه) موجودة في كل دول العالم، موجودة في مقاعد الدراسة وفي مواقع العمل، تعتز بدينها وترفع رأسها بعلمها وعملها وأخلاقها. غطاء الوجه لم يمنعها من فرص الحياة وليس هو المؤشر على التزامها بدينها لأن هذا الالتزام موجود في قلبها. المرأة المسلمة التي قررت عدم تغطية وجهها نجحت هي الأخرى بتمسكها بقيم الاسلام، وانضباطها، ووضوح رؤيتها. نجحت بعلمها وعملها وليس لأنها لم تغط وجهها، ولم يتهمها أحد بالفساد بسبب عدم تغطية الوجه. الحالات الاستثنائية موجودة في كل مكان وقد يستخدم غطاء الوجه لأغراض اجرامية، أو يكون كشف الوجه لأغراض غير أخلاقية. هذا وارد ولكنه الاستثناء. إن النقاش حول هذا الموضوع لا يبرر التشنج في الحوار والمبالغة في الطرح بطريقة غير متفقة مع الواقع حيث أصبح من المألوف الآن في الشارع الاسلامي وجود المرأة بدون غطاء الوجه وكانت بعض المجتمعات تنظر الى هذه المرأة نظرة سلبية، لكن هذه النظرة بدأت تختفي بسبب ارتفاع الوعي، ونجاح المرأة في طريق العلم والعمل. إن ما يهدد مستقبل الأوطان هو البعد عن الايمان والعلم والعمل وليس عدم تغطية المرأة لوجهها. ما يهدد الأوطان هو الجهل، وغياب الأمن، والكسل، والمخدرات، والارهاب، والأمراض بما فيها أمراض التطرف الفكري، والعنصرية، والطائفية. تلك المخاطر هي التي تستدعي تسليط الضوء والحوار والبحث عن الحلول. لا مانع من الانفعال والتشنج والصراخ أمام خطر الارهاب على سبيل المثال. أمام قتل الأطفال الأبرياء وهم يتلقون العلم في مدرستهم، أمام خطف النساء واغتصابهن، وذبح الناس كالخراف دون ذنب. أمام الحروب الأهلية التي تمزق الأوطان. المرأة إنسان نقيّمها بعلمها وعملها وأخلاقها ومساهماتها وليس بغطاء وجهها. وفي مجتمعنا ها هي تمثلنا في مجلس الشورى ليس لأنها (تغطي أو لا تغطي) ولكن لأنها جديرة بهذه المسؤولية بمؤهلاتها العلمية والعملية وسيرتها الحسنة. ومثل ذلك يقال عن المرأة في المدارس والجامعات والمستشفيات ومواقع العمل المختلفة داخل وخارج المملكة حيث تتواصل ابداعات المرأة في مجالات مختلفة ومنها مجال الطب ولم يكن السبب في هذا الابداع وجود غطاء الوجه أو عدم وجوده وانما الايمان والارادة والجدية والرغبة الصادقة في العطاء والمساهمة في التنمية. الغريب أنه عندما يصلنا خبر تفوق إحدى بنات الوطن في مجال علمي يخدم الانسانية، وحصولها على جائزة علمية دولية، نفرح بهذا الانجاز ونفتخر بهذه الشابة وانجازها لكن أحدنا يعلق ويقول: المشكلة أنها كاشفة وجهها ولا تمثلنا!!