×
محافظة المنطقة الشرقية

هيئة حائل والسياحة تناقشان سبل التعاون في مهرجان الصحراء

صورة الخبر

دائما ما تتوقف الشاعرة مها السراج في لحظات من اليوم أمام موقف أو عبارة تعيدها إلى حيث مرت يوما بتجربة مماثلة لها، فتضطر إلى إعادة تقييم المواقف التي اتخذتها في حينها. وقالت السراج: «وهذا ما يحدث باستمرار معي .. فكل شيء نمر به يتكرر وإن اختلفت طبيعته أو مكانه أو زمانه، وقد وجدت حياتي سلسلة من تجارب بعضها جديد كليا علي وبالتالي منحتني حكمة ما، وأعانتني على اتخاذ قرارات متزنة لأقود سفينتي إلى عوالم أرحب وموانئ أكثر بهجة واتساعا وبعض التجارب قد تتكرر إلا أن تكرارها يعني اختبارا جديدا لحكمتي». وأوضحت السراج أن الحياة بالنسبة لها دائما تبدأ من نقطة انتهت عندها حياة سابقة وكأنها مجموعة قصصية لا تنتهي وتكون فيها دائما البطلة أما من كتب تلك الحكايات فهو القدر الذي يحرك الأحداث كيف يشاء ويتركنا لنتفاعل معها. وأضافت: «بالنسبة لي الإعلام ليس مهنة بقدر ما هو ممارسة جادة لهواية ممتعة، هكذا أنظر للإعلام فعندما تكون هوايتك هي مهنتك يكون التعامل معها متسما بقدر كبير من الولاء والانتماء والتفاني والحب، ولعل الأمر يختلف من شخص لآخر فطبيعة الأشخاص ونظرتهم للأمور مختلفة»، مبينة أن تجربتها الإعلامية منحتها الكثير وتدين لها بالتغييرات التي طرأت على شخصيتها، فعلى سبيل المثال كانت القراءة تشكل في حياتها مصدر معرفة كبيرا ولم يتجاوز الأمر حدود الشغف إلا أنها وبعد امتهانها للعمل الإعلامي أصبحت تشكل مصدر قوة ذهنية تسخرها للوصول إلى أفضل أداء مهني. وتابعت: «هذا مثال واحد لكثير من المكتسبات التي حصلت عليها من توجهي للعمل الإعلامي، وعلى صعيد الشخصية أستمد قوتي من رأيي المسموع وهو أمر في غاية الأهمية فالإنسان يحتاج لأن يقول كلمته وأن يسمعها الآخرين»، موضحة أنها تكتب الشعر لأنها تحمل شجنا لا يتوقف وتنظر أحيانا إلى العالم برؤية حكيم أو بقلب عاشق لا فرق طالما أن الكلمة ترفع من مستويات التذوق الحسي للأشياء الاعتيادية والتي تتحول في قصيدة إلى لوحة تكتمل فيها عناصر الجمال والبلاغة والمعنى. وتميل مها في عالمها إلى الوضوح وتنشد في الوقت ذاته الرؤية الأكثر تحديدا للمعالم حولها وأمامها، وعلى الرغم من أنها ترسم الصورة في العبارة الشعرية ملونة بالضباب إلا أنها خارج هذه المنظومة تعيش واقعها بصراحة تامة فتتصالح مع ذاتها، ومع العالم لتسير مسألة التعايش في مسارها الطبيعي ولتبصر الطريق أمامها جيدا حتى يتسنى لها استنتاج منطقي للنهايات والبدايات. من رحم هذا الوطن السخي تعلمت مها كيف تمسك بحفنة التراب وتقبض عليها جيدا، فالأرض حب مقدس والتراب نمسكه بأيدينا لنصنع منه مجدا، ومضت قائلة: «وفي رأيي هذه هي مهمتنا في كل موقع نكون فيه والمجد لا نصنعه بالاختلاف حول من يملك التراب فهو ملك للجميع ولكن كل فرد منا يحمل حصته وعليه أن يصنع منها مجدا يناسبه وفي النهاية كل مجد يصنع وطنا أفضل وهذا هو طموحي».