هبط أمس سعر مزيج برنت إلى أدنى مستوى في خمس سنوات ونصف السنة، منخفضا عن 57 دولارا للبرميل، إذ قلصت تخمة في الإمدادات العالمية تأثير المخاوف من تعطل صادرات النفط من ليبيا، حيث أغلقت الميليشيات المتناحرة موانئ تصدير. وهبط سعر برنت في العقود الآجلة 1.14 دولار إلى 56.74 دولار للبرميل، مسجلا أقل مستوى منذ أيار (مايو) عام 2009 ثم تعافى إلى 57.20 دولار للبرميل. كما انخفض الخام الأمريكي الخفيف 60 سنتا إلى 53.01 دولار للبرميل، وكان قد نزل في وقت سابق إلى 52.70 دولار، وهو أقل مستوى منذ أيار (مايو) 2009. وشهدت الأسواق العالمية فائضا في المعروض هذا العام، نتيجة زيادة إنتاح النفط الصخري الأمريكي، وهو زيت خفيف عالي الجودة، وانخفاض الاستهلاك عما هو متوقع، نتيجة تراجع النمو الاقتصادي العالمي والمنافسة من أنواع وقود بديلة. وتعثرت الإمدادات من بعض دول "أوبك" في الأشهر الأخيرة، ولكن ذلك لم يكن له تأثير يذكر على الأسعار. وفي ليبيا أدت اشتباكات بين فصائل متناحرة إلى إغلاق موانئ النفط هذا الشهر، ما أدى إلى توقف كل صادرات النفط الليبية تقريبا، بعد أن كانت تبلغ أكثر من مليون برميل يوميا. على صعيد آخر، أظهر مسح أجرته وكالة رويترز أن إنتاج منظمة أوبك هبط بمقدار 270 ألف برميل يوميا في كانون الأول (ديسمبر)، ليتراجع عن المستوى الرسمي الذي تستهدفه المنظمة البالغ 30 مليون برميل يوميا للمرة الأولى منذ حزيران (يونيو). واتفقت المنظمة في اجتماع أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) على الحفاظ على المستوى المستهدف للإنتاج بلا تغيير في النصف الأول من 2015، على الرغم من وفرة في المعروض بالأسواق في تغيير الاستراتيجية، يستهدف الدفاع عن حصة في السوق أكثر من دعم الأسعار.