أكد الملحق الثقافي السعودي لدى الولايات المتحدة الدكتور محمد العيسى لـ«الحياة» أنه لن يستطيع أحد أن يحجب بغربال شمس برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي. وجاء ذلك بعدما تكشّف أخيراً بحث قديم طبعته الرئاسة العامة للبحوث والإفتاء عام ١٩٧٧ بعنوان: «الابتعاث ومخاطره»، من تأليف رجل الدين السوري محمد الصباغ، يشكك فيه بنتائج الابتعاث، أسوة بأصوات متشددة ظلت تناهض «المشروع العملاق» على حد وصف الملحقية الثقافية السعودية في واشنطن. (للمزيد) ويقول الصباغ في بداية بحثه: «الابتعاث كان من أفتك الأسلحة لزلزلة الإسلام في القلوب، ومحاولة اقتلاع جذوره العميقة». ويرى، في بحثه المكون من ٥٠ صفحة، أن «الابتعاث والتبشير والإلحاد من وسائل الغرب الكافر لزحزحة الإسلام من صدور المسلمين». ويعتقد الصباغ، الذي حاضر في جامعات سعودية أكثر من ٣٠ عاماً، أن «الابتعاث يأتي ليجانس أفكار المستعمر (الغرب) والمبتعثين المسلمين»، مشيراً إلى أنه «رجع كثير منهم (المبتعثين) متشبعين بروح الغرب، يتنفسون برئة الغرب ويفكرون بعقل الغرب، وينشرون أفكار ونظرية أساتذتهم، وقد يكون خطر هؤلاء أعظم من خطر أساتذتهم». واقترح رجل الدين السوري المقيم في السعودية، في نهاية بحثه، الحد من إرسال البعثات إلى «بلاد الكفار» مستثنياً العلوم الضرورية، شرط «أن تكون في مكان توجد به جماعات إسلامية»، مضيفاً: «لا يبتعث إلا المتزوج، ولا بد أن يكون الابتعاث بعد مرحلة الماجستير». وقال الملحق الثقافي السعودي في أميركا الدكتور محمد العيسى لـ«الحياة»: «إن برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي برنامج عبقري لرجل عبقري يرعاه، ولن يستطيع أحد أن يحجب شمسه بغربال، حتى وإن ظهرت أصوات تنادي ضد هذا المشروع وتشكك به وبمخرجاته».