×
محافظة المنطقة الشرقية

جائزة نايف للسنّة النبوية تقيم مؤتمرا عن شبكات التواصل الاجتماعي

صورة الخبر

شنت طائرة تابعة لسلاح الجو الموالي للواء المتقاعد خليفة حفتر غارة أمس، على مدينة مصراتة، للمرة الأولى منذ اندلاع الصراع بين الأطراف الليبية إثر سقوط نظام العقيد معمر القذافي عام 2011. وأنذر هذا التطور بتصعيد الحرب الأهلية الدائرة في البلاد، وتبديد فرص الحوار الذي دعت إليه الأمم المتحدة في الخامس من كانون الثاني (يناير) المقبل. (المزيد) واستهدفت قذيفتان الكلية الجوية في مطار مصراتة والسوق الحرة قرب الميناء المجاور لمصنع الحديد والصلب. وأكدت مصادر أمنية في المدينة لـ «الحياة» أن الغارة «لم تسفر عن خسائر في الأرواح ولم تصب أهدافاً محددة، لكنها أتت في إطار تهديدات بنقل المعركة إلى قلب مصراتة» التي يشكل مقاتلوها عماد قوات «فجر ليبيا» المناهضة لعملية «الكرامة» بقيادة حفتر. وعزت المصادر عدم إصابة أهداف إلى تصدي المضادات الجوية للطائرة المغيرة. ترافق ذلك مع غارة جوية أخرى، استهدفت مستشفى ميدانياً لقوات «فجر ليبيا» المنضوية في إطار «عملية الشروق» للسيطرة على منطقة «الهلال النفطي» (شرق). وأصيب سبعة من أفراد الطاقم الطبي في المستشفى في منطقة بن جواد، بينهم طبيبان في حال خطرة. وتبنت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي الغارة على مصراتة، رداً على ما وصفته بـ «محاولة ميليشيات فجر ليبيا الإرهابية الإغارة على مرفأ السدرة النفطي»، كما قال الناطق باسم رئاسة الأركان العقيد أحمد المسماري لوكالة «فرانس برس»، في إشارة إلى اشتعال حرائق في 7 خزانات نفط في السدرة، نجح رجال الإطفاء في إخماد اثنين منها أمس. وأوضح الناطق باسم رئاسة الأركان الموالية لحفتر إن مقاتلة «ميغ 23» تابعة لـ «فجر ليبيا» أغارت أمس، على مرفأ السدرة النفطي في تطور هو الأول من نوعه. وقال أن «هذه الطائرة، من مخلفات نظام القذافي» أعيدت صيانتها إلى جانب طائرات أخرى موجودة في قاعدة مصراتة، ما يهدد باتساع نطاق الحرب. وعلى أثر الغارة، علت أصوات قيادات مصراتة مطالبة المجتمع الدولي بممارسة ضغوط على حفتر لوقف حملته العسكرية، فيما ظهرت دعوات إلى مقاطعة الحوار الذي دعت إليه الأمم المتحدة، إذا واصل ضرباته الجوية. وقال لـ «الحياة» النائب عن مصراتة محمد الرعيض المشارك في الحوار، أن «قصف مصراتة كان متوقعاً، لكن ما يخيف هو عرقلة الحوار واستعار الحرب، ما يهدد بسيناريو عراقي في ليبيا». وأضاف الرعيض أحد كبار رجال الأعمال في ليبيا أن «على المجتمع الدولي كبح جماح الحرب وممارسة ضغوط فاعلة للوصول إلى حكومة توافقية» تنهي قيام حكومتين في البلاد، نافياً ما وصفه بـ «الادعاءات بأن فجر ليبيا هي تحالف للمتشددين». وقال النائب عن مصراتة فتحي باشاغا لـ«الحياة» أن «أفق الحوار يبدو مسدوداً وفرصه ستكون ضئيلة، ما لم يتمكن المجتمع الدولي من وقف التدخل الإقليمي» الذي «يعمل على إذكاء نار الحرب في البلاد». وحذر باشاغا الذي يعتبر من الأصوات المعتدلة في مصراتة من أن استهداف المدينة «سيقضي على الأصوات المعتدلة داخلها الداعية إلى الحوار» ويعزز مواقف المتشددين. وعزا مراقبون في ليبيا تحدثوا إلى «الحياة» أمس، مواصلة قوات حفتر التصعيد ومحاولتها استهداف منشآت حيوية مثل مصنع الحديد والصلب في مصراتة ومخازن في زوارة (أقصى الغرب) إلى شعور القيادة العسكرية بأن الأمم المتحدة تضعها على قيد المساواة مع «فجر ليبيا»، بتصنيفها الجانبين على أنهما «طرفين متحاربين». وقال أحد المراقبين إن أنصار حفتر «بدأوا يظهرون ضيقاً متزايداً من السياسيين، خصوصاً أعضاء البرلمان المنعقد في طبرق وحكومة عبدالله الثني»، مشيراً إلى مطالبات بتشكيل مجلس عسكري أعلى لإدارة المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش. وأردف أن أنصار حفتر «يشعرون بأن لا مكان لهم على طاولة الحوار، ويريدون كسب مواقع عبر إثبات جدارتهم في الميدان»، الأمر الذي يهدد بتفاقم الصراع.