أعتقد أن من أهم مهام وزارة الثقافة والإعلام في عهدها الجديد هو الالتفات إلى أوضاع الأندية الأدبية، وإعادة تشكيلها لتكون منبرًا حقيقيًا يمثل المثقفين في كل منطقة. فمن يرى حال -بعض- الأندية يجد أنها تنطبق عليها كثير من الأوصاف الموجعة، حيث الشللية التي تقوض الأهداف الثقافية للنادي وتجعله بمثابة الملكية الخاصة لأفراد مسيطرين عليه، إلى الأفكار والتوجهات التي لا تتوافق مع سياسة المملكة. أضف إلى ذلك، عجز بعض الأندية عن إبراز الهوية الثقافية للمنطقة التي ينتمي لها النادي، الذي يتعارض مع أولى أهداف إيجاد أندية تابعة لكل منطقة. أما إن ذهبنا إلى المباني المتهالكة فهي لا تسر الناظرين، حتى التبرعات التي وصلت لبعضهم ولم يتم اكتمال مبانيهم، ترك هذا الأمر في طي النسيان! الوزير الجديد الدكتور عبد العزيز الخضيري، أعلن قبل أيام عن نيته القضاء على مشكلات الأندية الأدبية، وأظنها مشكلات مزمنة من الصعب القضاء عليها بسهولة إلا أن أتى هذا عبر عصا سحرية، ولنكن أكثر واقعية فإن محاور العمل كثيرة ومتشعبة ما بين الإعلام والثقافة، وبقاء الوزارة في توأمة تجمعهما سويًا لن يجعل لديها القدرة على مواكبة كل هذه القضايا، إذا ما نظرنا إلى أن الوزارة ما زالت تعمل تحت أدوات بدائية وغير متطورة، وقد زرتها مرات عديدة ودخلت عدة مكاتب للمراجعة لم أر موظفًا يجلس وأمامه حاسب آلي سوى واحد من القيادات، بل إن الغالبية ما زال يعمل بالورقة والقلم، وما أقوله هنا ليس نقدًا بقدر ما هو مصارحة لمعرفة القدرات في مواكبة الزمن والتقنية والاحتياجات التكنولوجية التي لا بد أن نؤمن بأهميتها، وأنها أداة لإنجاز العمل بشكل صحيح. أتوقع أننا في الوقت الحالي، بحاجة إلى فصل الثقافة عن الإعلام وجعل كل منهما في وزارة مستقلة، فتداخل الصلاحيات يؤدي إلى تداخل المفاهيم، والعجز عن حل المشكلات التي بقيت معلقة منذ سنوات طويلة، ومن ضمنها مشكلات الأندية الأدبية التي تمتلك كافة الإمكانات المادية والدعم الدائم الذي لم يظهر خير هذا الدعم على الأندية إلى اليوم. الأندية الأدبية يجب أن تكون البيت الآمن لكل مثقف وأديب وشاعر ومحب للفنون الأدبية بكل أشكالها، وأن تكون صوت المنطقة الثقافي، ومراكز ذات صوت مسموع ومواكب للأحداث السياسية والثقافية والاجتماعية، وأن يؤتمن عليها أصحاب الفكر الواعي والبناء، حتى لا تكون هذه الأندية مادة خصبة للتندر والضحك بسبب بعض التصرفات غير الواعية وغير المنطقية التي لا يمكن أن تصدر عن شخص لا يمتلك شهادة الابتدائية فكيف بها تصدر من قيادات ثقافية، لا نملك إزاءها إلا الشعور بالخجل! نقلا عن الجزيرة