×
محافظة المنطقة الشرقية

سمو ولي العهد يلقي الخطاب الملكي السنوي في مجلس الشورى

صورة الخبر

لم أكن أتوقع ردة الفعل العظيمة من الأشقاء السودانيين ومقدار حفاوتهم بابنهم البار وحنينهم لعظماء أسهموا في تطوير بلدهم؛ ما اضطرني إلى كسر القاعدة والكتابة عن هذا الشعب لرد التحية لهم، مع علمي أنني لن أستطيع أن أوفيهم حقهم، ففي كل يوم يضربون لنا درساً من دروس الوفاء ويسطرون بأفعالهم ومواقفهم البطولية تاريخاً يفخر به كل عربي! احتفاؤهم بما كُتب عن الدكتور زاكي وما عمله، سواء اتفقوا على السيناريو المذكور أو اختلفوا، لا ينفي ولا يقلل من صنيعه، فحب الوطن ونكران الذات ثابت في الروايتين. أشكر كل مَن تواصل معي، وكل مَن حرّكت هذه القصة مشاعره، وكل مَن أضاف قصصاً أخرى عن بطولات وأمجاد أهلنا في السودان، ومنها القصة التي بعث بها إليَّ المهندس السوداني معاوية حامد عمّا فعله قائد القوة السودانية في الكويت اللواء صديق الزيبق كجزء من قوة عربية مشتركة بعثت بها الجامعة العربية لصد العدوان المحتمل من قِبل الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم، عندما حشد قواته في أوائل ستينيات القرن الماضي وهدّد باجتياح دولة الكويت. وعندما انتهت مهمتهم واصطفوا في المطار ليستقلوا طائرتهم عائدين، تقدم أحد أمراء أسرة الصباح، وسلّم كل عسكري ظرفاً ضخماً مليئاً بالمال والساعات الفاخرة! وحين انتهى الأمير من توزيع الظروف، صاح اللواء الزيبق بأعلى صوته موجهاً النداء لضباطه وجنوده: «طابور صفا .. انتباه» «أرضا ظرف» أي ضع الظرف على الأرض، ونفّذ جميعهم الأمر ووضعوا الظروف على الأرض دون أي تذمّر. «معتدل مارش» وتحرّكوا وركبوا طائرتهم تاركين الظروف والساعات على الأرض، ووقف كل مَن حضر هذا الموقف العجيب مشدوهاً! كانت الرسالة التي أراد قائد القوة السودانية أن ينقلها لأشقائه الكويتيين أن "لا شكر أو مال على واجب، نحن لسنا مرتزقة"! بسبب ذلك الموقف العظيم ولما عُرف به الجندي السوداني وقتذاك من بسالة واقتدار، استعانت دولة الكويت فيما بعد بعدد من الضباط السودانيين لإنشاء أول كلية حربية في الدولة الكويتية، وكان أمير الكويت يستقبلهم بنفسه دون أي حواجز أو قيود! وبعد سنوات طويلة من تلك الحادثة زار الكويت وفد سوداني يقوده وزير الخارجية السوداني آنذاك لشرح "اتفاق سلام الشرق"، وكان في استقبالهم نظيره الكويتي الذي فاجأ الوفد السوداني بعرض فيلم يروي الواقعة أنتجه عباس أحمد الحاج بطلب من السفير السوداني وسلّمه لوزير خارجية الكويت.. وعندما انتهى الفيلم أشار الوزير الكويتي للشاشة، وقال من أجل هؤلاء تتبرّع الكويت بأربعة مليارات دولار لدعم الشرق! وانتهت الحكاية ولم تنته حكاية الشعب السوداني.