قد تستجد في حياتنا اليومية أمور كثيرة وتصرفات عديدة ومستجدات تفرض نفسها نتيجة متغيرات الحياة وظروفها وحوارات متعددة في أمور نعيشها جميعا وفي مجتمع يعيش ويتعايش مع العالم مع حرصه الشديد على الالتزام بمبادئ وقيم الشريعة الاسلامية التي تكفل الحياة الكريمة. من أجل ذلك يجب الوقوف مع أنفسنا ومع من نتعامل معهم في كل موقع في البيت في المدرسة في الشارع في المناقشات الحوارية على منابر الإعلام وفي وسائل الاتصال التقنية لكيلا يصل الاحتقان لدرجة التهديد بالقتل بين كل من نختلف معه أو يختلف معنا . لقد وصلنا لمرحلة ان الطالب نسي انه يقف أمام معلمه والابن يقف أمام أبيه في بعض الظروف وزادت لدينا نسبة الاحتقان نتيجة الردود والتفسيرات الخاطئة عبر تغريدات تكتب بكل حرية واستهتار . فمهما اختلفنا يجب ان يجمعنا حب واحترام وطاعة الرحمن في كل أمر لان التعامل وحسن الخلق هما سر السعادة في حياتنا وهما اللذان يضمنان لنا رضا خالق هذا الكون، فلماذا نتجادل بحدة تصل للتشنج والتلفظ بالفاظ تصل لدرجة الابتذال والتجني ونسيان أخلاق الإسلام. إن التغيرات التي يمر بها مجتمعنا والمستجدات التي نعيشها في كل المواقع تفرض علينا ان نتحلى بالحكمة فلماذا يصل البعض لدرجة ان يتحدى نفسه وفي مواقف بسيطة وحتى إن كانت كلمة أو نظرة يتطلبها الموقف لتصل لدرجة من التلفظ الجارح والتعامل الفاضح الذي يصل للسب والضرب في بعض الأوقات . إن تصرف الآخر مهما كان لا يرضينا وأفكاره التي قد تستغربها يجب ان نعرف انها لا تلزمنا وألا تفرض علينا ويجب محاورتها بأسلوب يقرب ولا ينفر . فالحوار يتطلب أمورا أساسية وهي ان نستمع للآخر بوعي متميز ان نفهم المتحدث ان نلتمس العذر للآخر ان نبتعد عن الاتهام وإصدار الأحكام خلال حوارنا ان نركز على أمور تجمعنا لنصل لرأي يحترمه العدو قبل الصديق والبعيد قبل القريب يجب ان يكون اختلافنا ظاهرة تصحح مفاهيم ولا تعمق الخلاف والكراهية. إن حياة البشر عرضة لمتغيرات وظروف قد تصل في صعوبتها لدرجة عدم التحمل . ولكن من يريد الأجر والاقتداء بسيد البشر يجب ان يتحكم في انفعالاته تجاه الآخر لان الجميع يهدف الى تصحيح الصورة والخروج بالفائدة التي يعمل الجميع من أجلها لذلك يجب الابتعاد عن التوتر والانفعال والعصبية والكره المبطن لان النصح والتسامح هما أساس الإصلاح في كل أمر وفي كل موقف وليس بيننا معصوم والأجيال القادمة بحاجة لان تتعلم تصحيح الخطأ بأسلوب يعلمها الصح في موقع وفي كل مجال . ولنبتعد عن الجدل في الحوار وعلى السطور ولنغرس قيما في تعاملنا يسجلها التاريخ فكم من أقوال خلدت أصحابها من خلال مواقف من الصبر والحكمة والتحمل لإيضاح الحقيقة التي تسعد الجميع وبأسلوب ينهي كل اختلاف في أمور تتجدد في الحياة اليومية ونكون أمة يقتدى بها ولنا في سيد البشر (عليه أفضل الصلاة والسلام) خير قدوة وفي معالجته وحكمته لكل أمر ولتسير على نهجه للوصول الى نقطة تلاقي تكفل كرامة وحقوق الجميع في كل دروب الحياة .