كل صباح يغادرنا شاب ليدون كنيته في "قوائم الانتحاريين" وينتظر في طوابير "الموت" أو يترقى في مراتب التطرف ليصب حمم تطرفه على بلاده. وكل صباح يغادر أحد شبابنا قوائم الإرهاب إلى "القبر" بعدما تحول إلى "ذخيرة" تنفجر لتقتل، وبعدما كان حطباً لنار لم ولن يعرف من أوقدها ولماذا! نرى فجور "داعش" جهارا نهارا.. ونرى شبابا يهربون من أهلهم إلى "داعش" وأشباهه! نرى إجرام "داعش" وأخواتها ونتألم.. ثم نتألم أكثر لالتحاق بعض شبابنا في قوافل الإجرام؛ بحثاً عن الجنة ونصرة الإسلام! ربما وراء الأكمة ما وراءها، بينما نحن لا نزال نعلق كل "التطرف" على الفكر.. كثير ممن فروا إلى "داعش" لا يحملون تدينا، ولا فكرا ولا حتى بذور فكر؛ لذلك ربما لم نجد "الخلل" إلى الآن! قمة التناقض.. نقول: من شوه الجهاد غير "داعش" وما شابهه! ومن دنس الإسلام غير "داعش"..؟! ومن قتل شبابنا غير "داعش" ومن دعمها..؟!.. بينما نرى شبابنا يتقاطرون على مستنقعات "داعش" برغبة ودون سابق إنذار ودون أي ملامح تطرف! ربما ظن البعض أن "الفكرة" التي تستوطن عقول شبابنا الهاربين إلى "داعش" وباقي التنظيمات المشابهة له، هي بين: نصرة الإسلام، أو البحث عن الشهادة. لكن الحقيقة أن هذا من حسن الظن المفرط؛ لأن سمعة "داعش" وأفعاله لا تدعم هذه الفكرة.. إطلاقا. شبابنا "هناك" إما حطب حرب، فهو يركض إلى "القبر"، أو مشروع متطرف تنزع رحمة الإسلام منه، فيتحول إلى "مجرم" بلحية تشرعن له "الإجرام"! من شبابنا: جنود داعش، ومنهم شيوخ داعش، ومنهم دعاة داعش، ومنهم إعلام داعش، ومنهم قضاة هذا التنظيم. شبابنا ينجحون باحترافية في تمثيل كل الأدوار التي يريدها قادة "داعش".. وفي النهاية "سرادق العزاء" في بيوتنا! "دواعشنا تداعشنا".. وتخطف أبناءنا.. حتى أصبح الأب يخشى أن يستيقظ بخبر انضمام ابنه إلى "داعش"، ولا فرق في مخاوف الأب على الابن المبتعث والابن المقيم معه في المنزل، والصغير والكبير والعاطل والموظف والمتدين وغير المتدين. (بين قوسين) نشرت "الحياة" قصة صحفي سوري عاش تجربة قاسية ومريرة، حيث حكم عليه بالإعدام من قبل قاضي "داعش" السعودي أبو عيسى الجزراوي، بعدما أجبر الصحفي مع 500 شخص على الاعتراف بالعمالة مع النظام السوري والقتال ضد داعش، وسجن نحو شهرين في سجون التنظيم.