صحيفة مكة - مكة المكرمة أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور أسامة خياط المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن فهي مقصد الأوّابين وغاية المتقين كما دعا فضيلته إلى البعد عن كل ما يغضب الله عز وجل ويدعو إلى معصيته ابتغاء مرضاته سبحانه وتعالى. وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام إن الجنة مفتحة الأبواب للمتقين إكراماً لهم من الله عز وجل ومزيداً من التفضل منه سبحانه وتعالى يتبوؤن في الجنة حيث يشاؤون ويدخلون فيها كل وقت لا يحتاجون إلى غلق الأبواب فيدعون إلى دخول الجنة من أي باب يشاؤون موحدين بالله عابدين له وحده لا شريك له مجتنبين كل ما حرم الله. وبين أن الله سبحانه وتعالى وعد بالجنة كل مؤمن موحد بالله لا شريك له وكل من نزل به قضاء الله تعالى بقبض ثلاثة من ولده هم ثمرات فؤاده فلذات كبده ممن لم يبلغ سن التكليف الشرعي فكان عند الله من المكرمين بهذا الإكرام لقاء صبره على قدر الله واحتسابه الأجر على مصابه , مبيناً أن الله سبحانه وتعالى جعل للمرأة الصالحة نصيباً موفوراً من هذا الموعود وهو دخول الجنة جزاء ما استجابت لله فأطاعته بالمحافظة على ما افترضه الله عليها من صلاة وصيام وأداء حقوق زوجها وإطاعته بالمعروف وحفظه في نفسها وماله مبتغية بذلك وجه ربها في كل شأنها. وقال فضيلته إن الإصلاح بين المتنازعين والتقريب بين المتخاصمين من الإخوة في الدين يعد باباً من أبواب الخير الذي يحبه الله ورسوله ويدعو إليه ويحث على ذلك بأبلغ عبارة وألطف إشارة مع جميل الموعود عليهما ، يقول سبحانه وتعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) , والإصلاح بين الناس درب من دروب المعروف وهو الإصلاح بين المتباينين أو المتخاصمين بما أباح الله فالإصلاح بينهما ليتراجعا إلى ما فيه من الألفة واجتماع الكلمة على ما أمر الله به (وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا). وقال فضيلة الشيخ أسامة خياط إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل لإصلاح ذات البين منزلة رفيعة ومقاماً كريماً وجعل إصلاح ذات البين أفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة فالإصلاح سبب للاعتصام بحبل الله وعدم التفرق بين المسلمين وقال إن الله قد وفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ إلى الأخذ بهذا النهج الإسلامي السديد في الإصلاح بين الإخوة في الدين فتولى أمر الإصلاح بين البلدين العربيين المسلمين مصر وقطر ورعى جهود الوساطة الخيرة بينهما فكان سعيه وعمله مشكوراً. وسأل فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الله سبحانه وتعالى أن يجزي قادة هذين البلدين العزيزين خير الجزاء على ما أبدوه من استجابة جميلة لا ريث فيها ولا إبطاء فتعاونوا تعاونًا طيبًا كريماً يدل على رغبة قوية في إشاعة الخير وإعادة المياه إلى مجاريها حرصاً على المصالح العليا للأمة عامة والبلدين العربيين المسلمين خاصة ولإرساء قواعد يحتذى بها في إصلاح ذات البين وإنهاء الخصومات والقضاء على الخلافات وإعادة روح المودة والتصافي والتآخي الذي يحبه الله ورسوله ويأمر به ويحث عليه ويعد العاملين على إحيائه والحفاظ عليه بالأجر العظيم والثواب الحسن والدرجات العلى وهو سبحانه وتعالى أكرم من أعطى وأجود من أثاب وأسخى من وهب.