صحيفة المرصد-وكالات:برهن علماء الرياضيات أن المضلعات السداسية المنتظمة هي أفضل طريقة لتقسيم مساحة معينة إلى أجزاء متساوية بأقل دعائم بنيوية. وذلك لأن الشكل السداسي أقصر محيطا من بين جميع الأشكال الهندسية الأخرى. ولذلك تستمد النحلة فوائد عديدة من بناء خلايا سداسية الشكل، فهي تستغل إلى أقصى حد المساحة المتوفرة، مما يتيح لها أن تخزن أكبر كمية من العسل. كما أنها تبني بفضل هذا الشكل قرص عسل خفيفا ومتينا في الوقت نفسه بأقل كمية ممكنة من المادة الشمعية، فلا عجب أن يوصف قرص العسل بأنه رائعة معمارية. فهي تبدأ عملية البناء من ثلاثة أو أربعة جوانب حتى تصل في النهاية إلى نقطة الالتقاء وهي مركز القرص. وتتم هذه العملية من دون أي خطأ وبتناسق عالي الدقة، إذ يحسب النحل خلال عملية بناء القرص الزوايا بين فتحات القرص، وكذلك يحسب النحل زوايا فتحات القرص التي تبقى ظهرا بظهر بهدف ضمان ميلان الزوايا 13 درجة لكي لا ينزلق العسل من القرص. تظهر النحلة هذه الخصائص الذكية واستعدادها للقيام بهذه الأعمال المعجزة بمجرد ولادتها، ليصدق قول الله تعالى: (وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون)، النحل: 68. واليوم، يقلد العلماء قرص العسل لبناء هياكل قوية دون أن يضيعوا أي مساحة. على سبيل المثال، يستخدم مهندسو الطيران ألواحا شبيهة بقرص العسل لبناء طائرات أمتن وأخف وتصرف بالتالي وقودا أقل.