أشاد سماحة مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، الشيخ "عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ" بالنتائج الإيجابية التي خرجت بها مبادرة خادم الحرمين الشريفين، الملك "عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود" من أجل توطيد العلاقات بين مصر وقطر. وأوضح المفتي أن هذه المصالحة ذات أهمية كبيرة، لحفظها للمصالح العليا لأمة الإسلام، ولأنها تبعد المنطقة عن أسباب الشقاق والنزاع، مؤكدًا أن استجابة الدولتين جاءت من معرفتهم بإخلاص هذا الرجل ومكانته وأنه أهلٌ لهذا الأمر، فاستجابوا له لما يعلمون من نصحه وإخلاصه وحرصه على المصالح العليا للأمة. جاء ذلك في حديث لسماحته، مساء الأربعاء (24 ديسمبر 2014)، في برنامجه الأسبوعي (ينابيع الفتوى)، الذي تبثه (إذاعة نداء الإسلام) من مكة المكرمة، ويعده ويقدمه الشيخ "يزيد الهريش". وأوضح أن "الإصلاح بين الناس خلقٌ كريم وعملٌ صالح أمر الله به في كتابه ورغّب فيه، وبيّن ما يترتب عليه من الثواب في الدنيا والآخرة.. قال -جلّ وعلا-: (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم)، فأمر بتقواه وأن نصلح ذات بيننا، وقد أمر الإسلام بالإصلاح بين الزوجين، كما قال تعالى: (وإن امرأة خافت من بعلها نشوزًا أو إعراضًا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحًا والصلح خير)". كما لفت إلى أن الله تعالى أمر بالإصلاح بين الأمم، فقال: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما... الآية)، كما قال: (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون). وأضاف أن "الله -جل وعلا- بيّن فضل الإصلاح بين الناس، وأنه لا يطيقه إلا النفوس الأبية لتسمو إلى معالي الأمور ورفيع الأخلاق، فقال: (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس)، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (كل سُلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة). وأضاف كذلك: "يقول -صلى الله عليه وسلم-: (ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرًا ويقول خيرًا)، وجاء في ما صحّ عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه (لم يرخص في الكذب إلا في ثلاثة؛ في الحرب، وفي الإصلاح بين الناس، وحديث الرجل لامرأته وحديث المرأة لزوجها)، والمعلوم أن الأصل في الكذب أنه محرم، ولكن في الإصلاح يكون جائزًا لأن في الإصلاح منافع للجميع، وهذا التخصيص يبيّن فضيلة الإصلاح في الشريعة الغراء". وأكد سماحة مفتي عام المملكة أنه -ومما سبق- يتبين أن المبادرة التي بادر بها خادم الحرمين الشريفين ليست غريبة عليه، وليست الأولى منه، فهو دؤوب دائمًا في الخير وفي الإصلاح بين الناس أفرادًا وجماعات، والسعي في ما يقرب القلوب ويبعد النزاع والشقاق، فليس هذا غريبًا عليه فله من المواقف المشرفة ما الله به عليم، له مواقف يعرفها الناس -إذا تأملوا وتدبروا حاله- وجدوا أن هذا الرجل رجلٌ صالحٌ ساعٍ في الخير جهده. وقال سماحته، إن الإصلاح بين الدولتين الشقيقتين له أهمية كبيرة من حيث تقليل أسباب الخلاف، وإبعاد المنطقة عن النزاع والشقاق، سائلًا المولى -جل وعلا- أن يبارك في عمر خادم الحرمين الشريفين وعمله، وأن يوفقه لما يحبه ويرضاه.