نشر بصحيفة عكاظ بتاريخ 22/2/1436هـ أن محكمة الاستئناف بالرياض تنظر حاليا في «قضية كبرى تتعلق باستيلاء مسؤول كبير سابق على حديقة وتحويلها لمصلحته مستغلا سلطته بقرار تنفيذي صادر منه، إذ كان رئيسا لإحدى أهم الجهات التنفيذية ذات العلاقة». وقال مصدر بالمحكمة «إن الإجراءات القضائية تقضي في مثل هذه الحالات هي الغاء الصك وإعادته للمال العام، فضلا عن معاقبة كل متسبب في المخالفة التي يصل تكييفها القضائي إلى مستوى الجريمة، خصوصا أن المتورط فيها صاحب نفوذ استغل منصبه لسلب مرفق عام»، وأشار المصدر إلى «أن المسؤول حاول التخلص من الصك بعد اتضاح التلاعب، وذلك بإفراغه إلى جهة خيرية بدون مقابل». وتتضح بمراحل تنفيذ خطط التنمية قضايا الفساد التي تعطل عجلة التنمية وتتضح أيضاً الجهود المخلصة من الجهات المختصة للعلاج والتثقيف بذلك. والاستيلاء على أرض تم تخطيطها بمخطط المدينة على أنها حديقة أو خدمات أخرى كالمدارس والمستشفيات والمناطق المفتوحة والسواحل البحرية ليتمتع بها سكان المدينة وتحويلها إلى أملاك شخصية يعكس استغلالا للنفوذ الوظيفي واعتداء على المال العام وله أثر سلبي على ترابط النواحي الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الذي لا يمكن إخفاؤه مع الوقت الذي تنمو فيه المدينة ولا يجد سكانها أراضي للخدمات في مواقعها وفق معايير تخطيط المدن. ففي علم هندسة تخطيط المدن والأقاليم المدينة وما تحوي من أحياء بمجاوراتها السكنية تشمل مساحات من الأراضي مخصصة للخدمات الأساسية المرتبطة مباشرة بحياة السكان واحتياجاتهم اليومية ومنها الحدائق. وأنا أقرأ خبر المسؤول الكبير السابق صاحب النفوذ الذي حاول التخلص من الصك بعد اتضاح التلاعب بإفراغه لجهة خيرية بدون مقابل تذكرت قصة «الموظف الحكومي بدولة الامارات العربية الذي اختلس ما يقرب من 650 ألف درهم من الجهة التي يعمل بها، وتبرع بـ100 ألف درهم منها، بشراء كوبونات «فاعل خير» لصالح جمعية خيرية. وبالتحقيق معه ومواجهته بالأدلة عن طريق الشرطة اعترف باختلاس المبلغ مبررا تبرعه بجزء من المبلغ المختلس، لصالح إحدى الجهات الخيرية، لتخوفه من إثارة شكوك المصرف عن نشاطه غير القانوني، مقارنة براتبه الذي لا يتناسب مع قيمة هذا الإيداع»، وتذكرت أيضاً «اللص الذي ظل يراقب منزلا لعدة أيام، وبعد أن تأكد من أنه خالٍ من ساكنيه اقتحم المنزل من الباب مستعملاً مفاتيح خاصة، وبعد ان انتهى من سرقة جميع الأشياء الثمينة وفي طريقه للخروج، أحس بأصوات قرب باب المنزل وعرف أن أمره قد انكشف وأن الناس تجمعوا عند الباب وقرر الهروب من نافذة صغيرة، لذلك وضع بعض الأشياء الثمينة من المسروقات في جيبه ودفع برأسه نحو النافذة، للهروب من النافذة ولكنه عالق من خصره، نصفه الأول خارج المنزل والآخر في الداخل، ولم يستطع الخروج ولا العودة إلى داخل المنزل. وكان يريد الهروب من الناس، فأصبح يطلبهم المساعدة. بعد ذلك وصلت الشرطة وقبضت عليه». وأخيراً وليس آخراً التشهير بمن يعتدي على المال العام من طرق العلاج، وكذلك التثقيف بعلم تخطيط المدن ومخططات المدينة وسياساتها وبرامجها وملكيات أراضيها وضوابط تنميتها التي على أساسها يتم بناء المدارس والحدائق والمساكن وأماكن الترفيه والصناعة والتجارة والمستشفيات التي يحتاجها الناس يسهم في حفظ الحقوق، وهنا يبرز أيضاً الدور المهم لمجالس المناطق والبلديات والهيئات العليا لتطوير المناطق لمراجعة وتقييم مخططات المدن والأقاليم والوقوف على حاجات السكان التي يجب توفيرها وفق معايير التخطيط لتساهم في إنجاح أهداف خطط التنمية الوطنية.