رئيس مجلس الغرف السعودية طالب (الاثنين الماضي) الحكومات الخليجية بدعم وتحفيز رجال الأعمال، بمزيد من التسهيلات، وقال مُخاطباً الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية يجب تقديم المزيد من الدعم لرجال الأعمال الخليجيين، خصوصاً من هم في بداية الطريق، وعدم الاستماع إلى توصيات واستشارات الخبراء الأجانب (الأوربيين خصوصاً) الذين يقدّمون لنا خطط (الترشيد)، بينما دولهم تتسابق على تقديم الحوافز لرأس المال الخليجي؟! لن أقف كثيراً عند كلام الخبير عبدالرحمن الزامل، فالتجار لهم همومهم، ولكن ما يعنيني أن هذه الكلمة ألقيت (ارتجالاً) في حفل ختام حملة (مخترعو الخليج 2014م)، وعلى مسمع من نخبة المخترعين الخليجيين الشباب، الذين كانوا ينتظرون مزيداً من مبادرات الدعم من مجلس الغرف، كمنصة لرجال الأعمال السعوديين، لتبني بعض مشاريعهم، أو حث المؤسسات على دعم المبدعين وتحفيزهم، إلا أن مُطالبة الحكومات بتحفيز رجال الأعمال (بدلاً منهم) كانت هي الأهم ؟! هكذا هم التجار دائماً (قناصون للفُرص)!! عموماً قبل الحفل حضرت شرحاً من بعض المُخترعين، ولنقارن بين تفكير (شابين) الأول خالد الأنصاري من قطر، والثاني محمد البهبهاني من الكويت؟! الأول ابتكر (وسيلة جر العربات) أو (المقطورة الخلفية للسيارة)، استعرض الفكرة، وقدّم الصور، وبيّن أن الابتكار الخليجي يناسب (طبيعة المجتمع) بخلاف الوسيلة المستخدمة حالياً، أجاب على أسئلة لجنة التحكيم، وقال إن دراسة الجدوى تؤكد (ربحية الابتكار) بسعر التكلفة من الصين! أما الثاني فقد ابتكر (تكاية مقعد دراسي) تساعد على الجلوس الصحيح، وسار على نفس طريقة شرح الأول، ولكنه لم يستطع الإجابة على سؤال (لجنة التحكيم) عن (السعر المُقترح) لبيع المنتج على المستهلك؟! هكذا هي عقلية (المُخترع والمُبتكر)، هو يقدم الفكرة، وطريقة التطبيق، ويبحث عن الحلول، ولكنه لا يهتم بالتفاصيل المالية، لأنها من اختصاص آخرين، وهو الدور الذي كنت أتحدث عنه سابقاً (للغرف التجارية) بتبني وتسويق أفكار هؤلاء الشباب! كل الشكر لهؤلاء الشباب بقيادة المهندس السعودي الملهم (مهند أبو دية)، الذي نجح في إشعال (شمعة مُضيئة)، في طريق هذه العقول النيِّرة، التي جعلتنا نحتفي بشاب سعودي يبتكر نظاماً حضارياً (لنداء الطالبات من المدارس)، ليفوز بالميدالية الذهبية الخليجية! والشكر للأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي على دعمها المستمر، ولمجلس الغرف على استضافتهم لهؤلاء المبدعين راجياً في المرة القادمة أن لا ينطبق عليهم قول الأول (جيتك يا عبد المعين تعين، لقيتك يا عبد المعين تنعان)! وعلى دروب الخير نلتقي.