حسب احصائيات الارهاب للأعوام الماضية فغالب ضحايا الجماعات الارهابية هم من المدنيين المسلمين، ويكفي فقط النظر إلى جريمة قتل طالبان لحوالي 150 طفلا مسلما باقتحامهم لمدرستهم في بيشاور ــ باكستان، فعندما يتحزب أفراد لجماعة مغلقة معزولة ويعتبرون أنها الممثل الوحيد للإسلام الصحيح ولإرادة الله وشرعه على الارض، وكل من ليس معها فهو مع الشيطان بما في ذلك كل اهل مجتمعهم حتى الذين هم من ذات دينهم ومذهبهم، عندها لا تعود غايات الجماعة واعمالها هي في سبيل الصالح العام للإسلام والمسلمين إنما تصبح حصرا في سبيل الجماعة وفرض سيطرتها وانتقام التعصب لها بالباطل، وهكذا لا تعود الجماعات ممثلة للإسلام والمسلمين مهما زعمت ذلك، فهي تصبح ممثلة فقط لأهواء زعمائها ومطامعهم في التوصل للسلطة على جسر من دماء واشلاء أهل دينهم ووطنهم، ولهذا غدت الجماعات الارهابية مجرد اورام خطيرة تتضخم على حساب كامل الجسد المسلم وأنهكته حتى تكاد تهلكه، وليس من الصعب على أي جماعة حتى لو كانت شيوعية ملحدة كما هو حال الجماعات الارهابية بالقارة الهندية وامريكا اللاتينية ان تفرض سلطتها على رقعة معينة وتزعم أنها دولة وتتسمى بمسميات الدولة رغم أنها تتعرض لعمليات عسكرية مستمرة منذ عقود من حكوماتها المحلية ومن امريكا، فهي مجرد أفراد يتنقلون من مخبأ إلى مخبأ ولا كيان ثابتا لهم، ولا يعني هذا أنهم منصورون من الله لأنه امكنهم فرض سيطرتهم على منطقة ما بالنمط المطلق الهمجية والوحشية والسكوباتية السادية الذي فرض المغول والتتار الوثنيون سيطرتهم به على العالم الاسلامي وغالب العالم بالعصور الوسطى. لهذا من يرد بحق العمل لصالح الإسلام والمسلمين ونهضتهم يجب ان يتخلى عن التحزب للجماعات ويعود كفرد مستقل يعمل لصالح مجتمعه الأكبر وأمته.