ضمن فعاليات المؤتمر العالمي الرابع "بيئة المدن 2014م" المقام من قبل أمانة منطقة الرياض بالتعاون مع بلدية دبي ومركز البيئة للمدن العربية، وذلك في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، والذي تم افتتاحه خلال الأسبوع الحالي برعاية كريمة من الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، والذي يهدف إلى الارتقاء بالواقع البيئي في جميع المدن العربية في ظل ما تواجهه المدن من تحديات لربط التوازن الحضاري والبيئي للخطة الوطنية الاستراتيجية للتطوير العمراني ولتعزيز مفهوم عمارة البيئة للوصول للتنمية المستدامة في إطار الاستراتيجيات والخطط التنموية التي تتبناها المملكة لدعم وتشجيع أي نشاط هادف وبناء يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد الوطني لتحقيق رفاه المواطنين وسلامتهم، أقيم حفل ختامي للمؤتمر العالمي الرابع لبيئة المدن تحدث خلاله المصمم المعماري الياباني المهندس يوشيمي كونو مصمم مدينة شانشوي البيئية الصينية ونائب رئيس معهد بكين للتصميم والتخطيط العمراني، وذكر خلال كلمته أن اعتماد المساحات الخضراء في المدن والتقنيات البيئية بتصميمها يقلل من تلوث الماء والهواء الناتج عن المصانع والصناعات الصغيرة، لذا يجب على السعوديين التوجه للزراعة داخل المباني للحد من استنزاف المياه، مبيناً أن 87 في المائة من المياه في السعودية تذهب إلى الزراعة في الأماكن المفتوحة. وأضاف: "إن الزراعة داخل المباني توفر نحو 95 في المائة من نسبة المياه المستنزفة، وهي الخيار المنطقي الذي يجب أن تفكر فيه الدول ذات الموارد المائية المحدودة مثل السعودية"، مؤكداً أن هذه الطريقة تمكن من زراعة خضراوات كثيرة كالجزر والبطاطس والطماطم وغيرها من الخضراوات التي لا تتطلب مساحات كبيرة قائلاً: "إن الكثير من المصانع للشركات الكبرى في اليابان بدأت بتشجير مصانعها، وهناك مبانٍ تحتوي على 200 نوع مختلف من النباتات"، ونصح بالحفاظ على ألوان الصحراء والحجر بمبانيها المعمارية ليعبر معمار المدينة عن هويتها الثقافية وتراثها المنبثق من الصحراء، وفقاً لـ"الاقتصادية " كما ذكر المهندس كونو أنه يجب على السعودية أن تقلل من ناطحات السحاب والاكتفاء بأعداد معينة منها؛ لأن تعدد ناطحات السحاب في المدينة له مساوئه خصوصاً في حالات الطوارئ، حيث يصعب خروج أعداد كبيرة في وقت قليل، كما أن المباني العالية تجعل الأرض لا تستفيد من المطر وتقلل من مساحة الأرض المستغلة. الجدير بالذكر أن المملكة تشهد في الوقت الحالي معدلات عالية من النمو السكاني والتوسع العمراني الذي يعد من أعلى المعدلات في العالم في وقت قصير نسبياً، وهو ما أدى إلى ضرورة تنفيذ مشاريع وبرامج بيئية تهدف إلى تعزيز البعد الإنساني في البيئة العمرانية بالمدينة وتطويرها من خلال الممارسات الناجحة في مجال عمارة البيئة لضمان الوصول إلى مدينة تتوفر فيها متطلبات التنمية المستدامة وجعلها مدينة صديقة للبيئة وحاضنة للإنسان وملبية لاحتياجاته بوجود عدد من المشاريع والبرامج البيئية والترفيهية والاجتماعية.