بعد شهر من تحذيرات أطلقتها (عكاظ) حول انهيار متوقع في طريق الملك عبدالله في بريدة، ومخاوف العابرين من كارثة مرتقبة، بدأت الجهات المختصة برمي كرة الثلج تجاه بعضها البعض، والتنصل من المسؤولية، في وقت تطور إلقاء المسؤولية إلى حد النزاع. وفيما باشرت الجهات الثلاث المعنية وهي الطرق والمرور والشركة المنفذة للمشروع، في موقع الطريق، رصدت (عكاظ) حوارا ساخنا بين الأطراف الثلاثة المعنيين بالطريق، وجدالا حول المسؤولية في فتح الطريق بهذه الصورة أمام حركة المرور. وباشر في الموقع كل من نائب مدير مرور القصيم العميد يوسف التويجري وبحضور العقيد عمر العبداللطيف مدير السلامة المرورية بمرور القصيم وبحضور بدر السنيدي من إدارة الطرق والمهندس المشرف في الشركة المتعاقدة. واتهم المهندس، إدارة المرور، بأنها لم تتعامل بشكل جيد مع حالة التحويلات، داعيا إياهم إلى التدريب على ما يحدث في المشاريع في الرياض، خاصة مع طريق الملك عبدالله. لكن مسؤول المرور رد بالقول: «أنت كمقاول لا تفكر إلا بمصلحتك فقط، ولا تهتم لما سيتعرض له المواطن». وكشف المهندس المسؤول أنهم أرسلوا خطابا لإمارة المنطقة من أجل إغلاق الطريق. وبرر المهندس الانهيار بسبب وجود أنابيب تصريف السيول، مبينا أنه يجب إغلاق الطريق كحل لكي لا تتعرض السيارات وراكبوها للخطر، إلا أن مسؤولي المرور ردوا عليه بالقول: «أعطونا تحويلة بمواصفات السلامة المطلوبة لكي لا تتعطل مصالح الناس ويغلق الطريق»، مضيفا أن سلامة الجميع هي الهدف ولكن لا بد من تطبيق اشتراطات العقد في تأمين البديل، مطالبا المقاول بسرعة زرع لوحات تبين إغلاق الطريق. أما مسؤول الطرق فأكد أنهم مع الإغلاق لكي لا يتعرض العابرون للمخاطر. وعلمت (عكاظ) أن من شروط العقد عند ترسيته للمقاول، الذي حددت مدة تنفيذه بثلاث سنوات، أن لا يغلق الطريق مهما حدث، وقبل أي حفر توضع دعامات قوية للأماكن التي ستمر بجوارها السيارات حفاظا على السلامة، وهذا ما لم يحدث، مما يعد سببا مباشرا في الانهيار، وأنه في حالة إغلاق الطريق الأهم والحيوي في بريدة، فإن الحالات الطارئة المتجهة نحو تخصصي بريدة والقادمة من الشمال لن تصل بسهولة، ولن يصل القادمون إلى المنطقة التجارية والاستاد الرياضي من جنوب بريدة بسهولة مع صعوبة إيجاد البديل، كون طريق الملك خالد المجاور أقل مساحة، فيما يبتعد طريق الملك عبدالعزيز عن الموقع ليكون بديلا. وفيما امتنعت كافة الأطراف عن التصريح لـ(عكاظ) حول الحل النهائي ما إذا كان الإغلاق أو تركه مفتوحا، شهدت الطرق المجاورة حالة من الإرباك بعد الإغلاق المؤقت، وتصريف حركة السير نحو طريق الملك خالد، وطريق الملك عبدالعزيز. وعلى أرض الواقع يبدو أن مرور بريدة سيواجه مشكلة قريبة من الموقع جديدة، تتمثل في البدء في تنفيذ جسر امتداد طريق الملك فهد مع الطرفية، مما ينذر بتكدس كبير في الأيام القادمة. يذكر أن (عكاظ) نشرت في 29/12/1435هـ التحذير بعنوان (تشققات في مشروع طريق الملك عبدالله ببريدة تهدد المارة)، كشفت خلالها التشققات والتصدعات في الطريق، ومخاوف الأهالي، خاصة أن الطريق يقع بالقرب من مستشفى الملك فهد التخصصي، وتعبره آلاف المركبات بصفة يومية. واكتفى مدير إدارة الطرق والنقل بالقصيم المهندس سليمان الضلعان، وقتها بالتأكيد على أن التصدعات والتشققات محصورة فقط في التحويلة المستحدثة لتنفيذ مشروع طريق الملك عبدالله وسط بريدة، وهي ناتجة عن المياه الجوفية، وتم التنسيق مع إدارة المرور لإزالة التحويلة، وهناك مراقب يتابع الوضع على مدار الساعة.