بانكسي.. أشهر مجهول في العالم 12-23-2014 03:13 PM الرـي(ضوء): بانكسي BANKSY هو أشهر شخصية (مجهولة) في العالم، فعلى الرغم من شهرة رسوماته التي زينت جدرانا وأسوارا كثيرة حول العالم، فإن أحدا لا يمتلك معلومات ذات فائدة عن هذا الفنانـ(ـة) الظاهرة، والعديد من لوحات بانكسي التي بدأت تظهر للوجود في بداية التسعينيات بمدينة بريستول مثلت إشكاليات بالنسبة لبعض البلديات والجهات الإدارية في المدن المختلفة التي شهدت غزواته الفنية، فمثلا كانت مقولته التهكمية (أمة واحدة تحت رقابة شبكة الكاميرات المغلقةOne Nation under CCTV ) التي انتقدت الإجراءات التي اتخذتها الحكومة البريطانية لمراقبة الشوارع تعرضت للطمس بعد بقائها على أحد مباني العاصمة البريطانية لمدة أقل من سنة واحدة، بينما أصرت بعض البلديات على أن تحتفظ بلوحات جرافيتي رسمها بانكسي واعتبرتها جزءا من القيمة الجمالية للمدينة، وكانت من المدن الوفية لأعماله المدينة التي شهدت ظهوره الأول (بريستول) والتي تكاتف أهلها لدعم المحافظة على رسوماته. تنتقد أعمال بانكسي النفاق الاجتماعي والنزعة الاستهلاكية وتستدعي قيم الحرية والانفتاح والتسامح، وتتسم أعماله بروح السخرية اللاذعة بالإضافة إلى أنها تؤكد على موهبة استثنائية مع الأخذ في الاعتبار الظروف غير الطبيعية التي تحيط عملية الإبداع لديه، فهو يرسم خفية ودون جلبة، ويكتفي بالتوقيع بالاسم الذي يبقى غامضا ومتواريا هو الآخر، وجزءا من اللغز الذي يغلف مجمل تجربته الفنية. من أشهر الأعمال التي نفذها بانكسي كانت رسوماته الاحتجاجية على جدار الفصل العنصري الذي شيدته اسرائيل حول المدن والقرى الفلسطينية، وكانت تنضح بروح الرفض وتسخر من فكرة تقييد حرية الإنسان وراء أسوار أسمنتية، وكذلك، تعبر عن فكرة عميقة للغاية، وهو أن العنصري حين يتخذ هذه النوعية من الإجراءات إنما يعزل نفسه في النهاية ويختنق في عنجهيته وغروره وأكاذيبه، وبالفعل، فإن جدار الفصل العنصري، وكثير من الأعمال العدوانية الاسرائيلية التي ترقى إلى مرتبة الجرائم، مكنت الفلسطينيين من الحضور في جميع أنحاء العالم بصورة لم يتمكنوا من تحقيقها في أي وقت مضى، وكان بانكسي أحد الذين لفتوا انتباه العالم لخطورة الجدار، وفضحوا ازدواجية المعايير التي جعلت الدول التي عارضت جدار برلين، توافق بشكل أو بآخر، وبطريقة مباشرة أو غير مباشرة، على الجدار وتمنحه الشرعية سواء بالموافقة أو الصمت، وعلى الأقل تتغاضى عن الموضوع كلية وكأن ما يجري يحدث في كوكب آخر. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل فن الشارع، أو الفن العفوي العشوائي والمجهول، وهي أوصاف يمكن أن تطلق على فن (تحت الأرضUnderground) تمكن من الحصول على اعتراف صريح مما يقدمه من قيمة جمالية مضافة، وعلى الرغم من وجود نقاد يشككون في هذه القيمة، ويبذلون جهودا مضنية من أجل العمل على إنكار ما تضيفه للحياة العامة، إلا أن تاريخ التحولات الفنية الكبرى هو تاريخ الركلات التي أطاحت بالنقاد من المشهد بأكمله، فالفن في النهاية هو ما يستطيع أن يحجز لنفسه مكانا في الذاكرة الجمعية للإنسان، والناقد لا يحدد مسار الفن، وليس عليه أن يتقدم بالنصائح التي يتوجب على الفنان أن يتبعها، فالكتالوجات والوصفات الجاهزة مسألة ترتبط بمصانع الأخشاب والمعدات، وليست بفن ديناميكي امتلك الجرأة على أن يحجز مكانه في صدارة ما هو يومي واعتيادي. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل ما زالت غزوات الجرافيتي تحمل وعودا كثيرا، إنها طريقة للتعبير تحمل نبضا معاصرا، فن الناس العاديين، فن يتمرد على معايير التجارة والربح والخسارة، فن للمجهولين والصامتين، صحيح أن كثيرا من أعمال الجرافيتي قائمة على التقليد وإعادة الإنتاج، وبعضها يتخذ مواقف وعظية صريحة، ويستخف بذكاء المتذوقين للعمل الفني، والكثير منها لا يستطيع أن يسير، كما يجب، على الخط الفاصل فيقع بين ما هو تجريدي مطلق أو سياسي محدود، إلا أن عملية الرسم والطمس ستستمر طويلا إلى أن يجد الجرافيتي فضاءه الخاص في كل مدينة، وأن ينتج رسوماته التي تستحق أن تحجز مكانها على رفوف البقاء والتكريس. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل 0 | 0 | 0