×
محافظة المنطقة الشرقية

هبوط مستوى الهلال مؤثر في الفرق المنافسة

صورة الخبر

أسعدني ما قرأته، مؤخرا، عن تكريم 120 من عمال النظافة بالمدينة الصناعية بجدة، في بادرة إنسانية، تبنتها هيئة المدن الصناعية، بالتعاون مع المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد.. لتعيدني البادرة إلى هذه الفئة المهمشة للغاية، والتي لا يدرك كثيرون منا قيمتهم، بل يصل الأمر لأن يتعامل معهم البعض بازدراء واحتقار. بادرة التكريم ــ في حد ذاتها ــ أمر طيب، ولكنها تتطلب منا جميعا تسليط الأضواء على حقيقة التعامل مع عامل النظافة، الذي يعمل جاهدا في ظروف طقس متطرفة، ليلا أو نهارا، صيفا أو شتاء، فيما الأغلبية فينا تشمئز من منظر القمامة إذا تجمعت أمام منزله أو في شارعه، ومع ذلك، يكتفي بإلقاء مخلفاته في أقرب صندوق، دون أن يعي أن هناك إنسانا آخر ــ صحيح أن تلك هي وظيفته ــ هو في النهاية من يقوم بالتنظيف من ورائه!. جميعنا نتناسى أن هذا العامل الوافد البسيط ذا الراتب القليل الذي يتكدس ربما مع عشرة من زملائه في غرفة واحدة، ويصحو منذ الفجر، هو من يتولى رفع مخلفاتنا التي نلقيها بكل بساطة دون أن نكترث حتى بأن نحافظ على شارعنا ومدينتنا لتكون جميلة. زيارة واحدة للكورنيش، في جدة أو الخبر، تكشف لنا كم نحن مقصرون، عندما نترك مخلفاتنا بعد أن نقضي فسحتنا على الأرض، ولا نبذل جهدا حتى في رفعها أو وضعها في أقرب صندوق خصصته البلدية لذلك، ليأتي من بعدنا هؤلاء البسطاء بملابسهم البرتقالية، ليجمعوا ما أفسدنا به جمال الحديقة أو المتنزه. الكثير من شبابنا يلقون علب الكانز أو أعقاب السجائر في الشارع، متناسين أن هذا السلوك غير الحضاري ينتظر من يزيله أو ينظفه، وبدلا من تقويم سلوكياتنا لنؤكد حرصنا على نظافة شوارعنا، يتمادى البعض منا في ذات السلوك غير الإيجابي. ماذا لو تخلى كل منا عن تأففه، وحاول أن يجرب هذا العمل، أو هذه المهنة، ليشعر بحقيقة وجدوى هذا العمل البسيط، الذي لولاه لتحولت شوارعنا وأحياؤنا إلى مقلب كبير للقمامة؟. وماذا لو تخلى أحدنا عن نرجسيته وتعاليه، وحاول أن يقترب من هذه الشريحة، مؤكدا تقدير هؤلاء البسطاء، الذين لولاهم لعشنا في مأساة حقيقية. فتحية لأصحاب مبادرة المحبة والتسامح والتواضع والتقدير، وليتها تمتد لتصيب بلمسة وفائها الكثير من المهمشين والباحثين عن كلمة طيبة تكون بلسما لتطييب جروح كثيرة.. على الأقل ترسل رسالة سعودية تهدف لنشر ثقافة احترام الآخر بغض النظر عن وظيفته أو جنسيته أو ديانته.